هناك أعمال كثيرة أثرت في تاريخ الدراما المصرية، منها مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، الذي سلط الضوء على جزء مهم من الحياة الاجتماعية، في صورة شاب بسيط تحول من عامل خردة إلى واحدٍ من كبار التجار في وكالة البلح، في إطار درامي يضم العديد من الأحداث التي كانت بعيدة بشكل كبير عن القصة الحقيقية.
كان العرض الأول لمسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» عام 1996، وعلى الرغم من مرور 27 عامًا على عرضه، إلا أن قصة المسلسل تستهوي قلوب الملايين في كل مرة يعرض فيها، ولا ينتبه الكثيرون إلى أن جزءًا كبيرًا من أحداث الرواية التي كتبها الكاتب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس، يختلف عن قصة المسلسل، بدايةً من الشخصيات الأساسية، ففي الواقع كانت شخصية «فاطمة كشري» التي جسدتها الفنانة الكبيرة عبلة كامل، ثانوية، فلم يكن هناك قصة حب كبيرة مع «عبد الغفور البرعي»، الشخصية التي جسدها الفنان الراحل نور الشريف، بل هي من خيال كاتب السيناريو مصطفى محرم لخدمة العمل الدرامي، كما أن والدها كان شيالًا يعمل في وكالة عبدالغفور وليس شقيقها كما ظهر في المسلسل.
حقيقة مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»
يسرد المسلسل أن «عبد الوهاب» هو الابن الوحيد لـ«عبد الغفور»، كما جاء في المسلسل، ولكن في الرواية كان لدى تاجر الخردة ولدين هما عبد الوهاب وعبد الستار، واستطاع الأخير أن يستمر في تعليمه حتى التحق بكلية الهندسة، ولكن بعد عامين فقط وكان لا يزال في الجامعة، قرر فجأة السفر إلى إنجلترا، ليستكمل تعليمه بعد نجاحه في إقناع والده أن يدفع له نفقات سفره والإقامة في الخارج، ومن يومها لم يعد «عبد الستار» إلى مصر، وقيل أنه تزوج من سيدة إنجليزية ليقرر الاستقرار هناك.
«فرح سينة» في المسلسل فقط
«فرح سنية» الذي يعتبر من المشاهد الرئيسية في المسلسل، وسيطر على الحلقة العشرين من المسلسل، ثم تصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد سنوات طويلة من عرضه الأول، ليس له وجود في الرواية وهو من خيال السيناريست مصطفى محرم، إذ اكتفت الرواية بذكر قصة زواج «سنية» ابنة عبدالغفور البرعي من «ابن الوزير»، دون أي إشارة إلى تفاصيل الزواج والفرح الذي أضحك ملايين المشاهدين.
ومن الاختلافات الجوهرية بين المسلسل والرواية، أنه لا وجود أيضًا لأسرة سيد كشري في الرواية، وهي الشخصيات التي قدمها كل من سهير الباروني «فتحية»، ومخلص البحيري «سيد»، ومي محمد سعيد «فاطمة»، أما الشخصية التي قدمها مؤمن حسن «خضير»، فهي موجودة في الرواية ولكن باسم مختلفة.
«نظيرة» وزوجها أبطال الرواية
شخصية نظيرة التي جسدتها الفنانة حنان ترك، وزوجها الفنان أحمد سلامة «حسين»، وشقيقها الفنان محمد رياض «عبدالوهاب» وزوجته الأمريكية التي جسدتها الفنانة إيناس مكي «روزالين»، هم أبطال الرواية الذين تدور حولهم القصة الرئيسية، على عكس المسلسل الذي أفرد مساحة كبيرة لأسرة عبدالغفور البرعي وبناته الأربع والدراما حول قصص زواجهن، إذ اكتفى إحسان عبدالقدوس في روايته بالإشارة إلى زواج «سنية» و«بهيرة» ثم طلاقهما بسبب طمع زوجيهما في والدهما عبدالغفور.
وعلى العكس، من ظهور «نظيرة» في المسلسل فتاة عقلانية مجتهدة في دراستها عليها حالة من عصبية والعنف، وظهر ذلك في بعض تصرفاتها مع زوجها، لأنها كانت تعاني من عقدة نفسية كونها ابنة عبد الغفور البرعي، تلك العقدة التي حطمت كل زيجات بناته، لذا عرض عليها «حسين» في البداية الزواج والهرب دون علم والدها، ولكنها رفضت وقررت أن تواجه شخصية والدها لتتخلص من عقدتها.