عُثر على ثلاثة أشخاص أحياء، أمس، تحت أنقاض مبنى منهار في مدينة هاتاي بجنوب تركيا، بعد 13 يوماً على الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، وضرب تركيا وسورية في السادس من فبراير الجاري، مخلّفاً أكثر من 46 ألف قتيل في البلدين.
وذكرت محطة «إن تي في» التركية، أن أحد الناجين الثلاثة توفي بعد دقائق على إنقاذه، ونُقل الشخصان الآخران، وأحدهما طفل، إلى المستشفى، إثر انتشالهما من تحت الأنقاض بعد 296 ساعة من وقوع الزلزال، فيما تم العثور على ناجٍ آخر، وهو رجل يبلغ 45 عاماً، بعد 278 ساعة من الزلزال في هاتاي أيضاً.
ولقي أكثر من 46 ألفاً حتفهم جراء الزلزال المدمر في تركيا وسورية، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مع بقاء كثيرين في عداد المفقودين، كما دمرت الكارثة الأسوأ في تاريخ تركيا الحديث نحو 264 ألف شقة.
وبلغ عدد القتلى في تركيا 40 ألفاً و642، بينما سجلت جارتها سورية أكثر من 5800 قتيل. وأقامت مساجد حول العالم صلاة الغائب، أول من أمس، على القتلى الذين لم يتسن دفن كثير منهم بشكل طبيعي، نظراً لحجم الكارثة.
وتقول منظمات الإغاثة إن الناجين سيحتاجون إلى المساعدة لأشهر قادمة في مواجهة الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية الحيوية.
واعتقد سكان مجمع سكني فاخر في جنوب تركيا أن شققهم «مقاومة للزلازل» حتى انهار المبنى مثل قطعة دومينو في الزلزال المدمر وتسبب في مقتل المئات من سكان المجمع.
وأصبح مجمع «رونيسانس ريزيدانس» السكني الذي وصفته الإعلانات السابقة له بأنه «قطعة من الفردوس» لدى افتتاحه قبل 10 سنوات، محور غضب للناجين الذين وقفوا بجانب أكوام من الأنقاض كانت ذات يوم مبنى مؤلف من 249 شقة في انتظار أخبار عن أحبائهم الموجودين تحت الأنقاض، مع تواري آمال بقائهم على قيد الحياة، وفقاً لتقرير نشرته «رويترز» أمس.
وقال حمزة الباسلان (47 عاماً) وهو صائغ مجوهرات: «عاش شقيقي هنا 10 سنوات… قيل إنها آمنة من الزلزال، لكن يمكنك رؤية النتيجة».
وأضاف: «تم تقديمه على أنه أجمل سكن في العالم. لكنه في حالة مروعة. لا يوجد فيه إسمنت ولا حديد مناسب. إنه جحيم حقيقي».
وبينما انهارت مباني المجمع، ظلت مبان قديمة كثيرة قائمة بالقرب منه، وقالت امرأة فقدت ابنتيها تحت الأنقاض: «استأجرنا شقة هنا كمكان للنخبة، ومكان آمن، لكنه انهار بطريقة مروعة».
وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية، إن محمد يسار كوسكون، مطور المجمع، اعتقل في مطار إسطنبول، بينما كان يستعد لركوب طائرة متجهة إلى الجبل الأسود.
وتقدر وزارة التطوير العمراني التركية أن 84 ألفاً و700 مبنى انهار أو تضرر بشدة جراء الزلزال. وتعهدت الحكومة التركية بالتحقيق في انهيارات المباني، وتحقق مع 246 مشتبهاً فيهم حتى الآن، بينهم مطورو عقارات، و27 منهم تحتجزهم الشرطة، وقال وزير العدل بكر بوزداغ: «لن تتم إزالة الأنقاض من دون جمع الأدلة. وسيجري تقييم كل من كان مسؤولاً عن إنشاء وتشطيب واستخدام المباني».