علاقات و مجتمع
أيقونة علم الذرة في مصر والعالم العربي من أبرز أسماء العالمات الذين سجلن حضورهن عبر محطات تاريخ الفيزياء النووية، هي العالمة «سميرة موسى»، إذ تمكنت من العلم وتميزت في واحدة من العلوم الدقيقة وهي علم الذرة لتصبح أول عالمة ذرة مصرية، وفي اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم 2023، نلقي الضوء على قصة حياتها وإنجازاتها لتقضي بها كل فتاة.
طفولة مصحوبة بالعلم
وُلدت أيقونة العلم في قرية سنبو بمحافظة الغربية، ومن داخل القرية بدأت أولى خطوات علمها الوافر، وحفظت أجزاء القرآن الكريم، حتى التحقت بمدرسة (صنبو)، ولأن تعليم الفتيات لم يكن شائعًا في هذه الفترة، حرص والدها على ترك قريته وانتقل إلى القاهرة، حرصًا منه على استكمال تعليم ابنته، ثم التحقت بمدرسة قصر الشوق الابتدائية، وانتقلت بعد ذلك إلى مدرسة بنات الأشراف للثانوية، وكانت المراكز الأولى في جميع المراحل التعليمية.
والتحقت بكلية العلوم بجامعة فؤاد الأول -جامعة القاهرة حاليًا- وحصلت على بكالوريوس العلوم، وكانت الأولى على دفعتها، فعُيّنت معيدة بكلية العلوم، وذلك لجهود دكتور مصطفى مشرفة الذي لفتت نظره أول ما رآها، وأثرت به من شدة احترامها وعلمها، ودافع عن تعيينها بشدة، ثم حصلت على شهادة الماجستير في التواصل الحراري للغازات، ثم سافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية من الولايات المتحدة الأمريكية.
أيقونة علم الذرة
وبحسب كتاب، سميرة موسى أيقونة علم الذرة في مصر والعالم العربي، للكاتب الدكتور محمود محمد علي، قال إنها لفتت نظر أستاذها الدكتور علي مصطفى مشرفة، الذي أمن بها، وأصبحت بذلك أول مصرية تتولى عمادة كلية العلوم، وتأثرت به في الناحية العلمية والاجتماعية، ثم لقبت بميس كوري الشرق، وهو لقب استحقته عالمة الذرة المصرية بعدما وضعت الكثير من إسهاماتها العلمية في هذا المجال، وأتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسورى الأمريكية.
وبذكاء شديد وموهبة بالفطرة تمكنت من تأليف كتاب في علم الجبر الحديث، وأنجزت الرسالة في سنة وسبعة شهور، وكانت تنوى اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات، عن طريق التوصيل الحرارى للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف.
وفاتها وتأثيرها في الفتيات
رحلت سميرة موسي عن عالمنا، في الخامس عشر من أغسطس عام 1952، عن عمر 35 عامًا، بعد تعرضها لحادث سيارة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي في طريقها إلى المطار للعودة إلى مصر، رحمها الله أثرت الكثير من العلوم في ميدان العلم، واقتديت بها الكثير من الفتيات.