بمرور الأعوام وتعاقُب المراحل التاريخية، تزداد العلاقات المصرية السعودية متانة، تعززها الروابط التاريخية والتقارب الجغرافى الذى حبا الله بهما البلدين الشقيقين، لتمثل تلك العلاقات فى أوقات المحن والشدائد الركيزة الأساسية التى يعبران بها كل عسير.
ومنذ أول زيارة للملك المؤسِّس عبدالعزيز آل سعود لمصر، عقب توحيد المملكة عام 1946 وقوله التاريخى الشهير: «لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب»، تشكّلت اللبنات الأولى لعلاقات قوية، عضدت مسيرة البلدين، وصولاً إلى مستوى غير مسبوق من التعاون فى كافة المجالات، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
«لن ترونا إلا معاً»، بهذه الكلمات لخّص الرئيس السيسى عام 2015 عمق العلاقات التى تربط بين البلدين، وهو ما انعكس على خطط وأطر تعاون مشتركة تفتح الطريق أمام آفاق أوسع، تحملها رؤية الإدارة المصرية، وخطط المملكة العربية السعودية للتنمية، والأهم فى هذه الرؤية أنها اتسمت بالتنسيق الكامل والتشاور الدائم فيما تتعرض له المنطقة من أزمات إقليمية ودولية وتحديات متواصلة، كون البلدين صمام أمان المنطقة العربية، وجناحىّ الأمة اللذين يبسطان ظلهما على كل العرب.
الرفض التام لكل التدخلات الإقليمية فى شئون الدول العربية وتهديد استقلالها وتفكيك وحدتها الوطنية، وضرورة مكافحة الإرهاب، رؤى توافقت عليها قيادتا البلدين، فى السنوات الأخيرة، وتنبع من حرصهما على التراب الوطنى على امتداد الوطن العربى، ومن هذا المنطلق تدعم الدولتان المبادرات السياسية والحلول السلمية لكل أزمات المنطقة، فى سوريا واليمن وليبيا، وفقاً لقرارات مجلس الأمن والمبادرات الإقليمية والمرجعيات ذات الصلة، بما يحافظ على استقرار هذه الدول ويضع مصالحها الوطنية فوق كل الاعتبارات.
جناحا الأمن القومى العربى
مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة إزاء مصر وشعبها، واستكمالاً لمسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذى تطوع للدفاع عن مصر عام 1956، كما دعم المجهود الحربى فى حرب أكتوبر عام 1973.. وهنا اسمحوا لى أن أتوقف وأقول لسمو الأمير محمد، كان لازم تكون النهارده، لأن دى رسالة قوية جداً لشعبينا المصرى والسعودى، ورسالة لدول الخليج إننا دائماً مع بعض، ومهم جداً إننا نعرف إننا فى الوقت الحالى الذى تمر به منطقتنا العربية أن نكون معاً، معاً لأن التحديات كثيرة، ولا يمكن أن نستطيع أن نتغلب عليها إلا معاً، والحقيقة أن مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومى العربى، ومعاً نستطيع أن نجابه التحديات، وعلشان كده دى رسالة قوية وواضحة لينا كلنا، إن شاء الله لن ترونا إلا معاً، لن ترونا إلا معاً.
الرئيس عبدالفتاح السيسي
مكانة خاصة
لمصر فى نفسى مكانة خاصة، ونحن فى المملكة نعتز بها، وبعلاقاتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربى والإسلامى، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها.
الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين
تجربة مصر
أضع تجربة مصر فى البناء والتنمية دائماً أمامى، بجانب أن الرئيس السيسى يعمل فى كل المجالات، وانطلق فى مشروع تطوير العشوائيات والنقل والمواصلات والصحة والتعليم وبناء المدن الجديدة.
واستفدت من التجربة المصرية فى التحديث والتنمية، فالمصريون يعملون من أجل عودة مصر العظمى. ومصر تقوم بإنشاء وحدات سكنية ومشروعات بنية تحتية تتزايد بشكل أكاد لا أصدقه، وفى كل مرة أزور مصر أجد جميع المسئولين يتفقّدون المواقع ويعملون على الأرض من أجل استعادة مصر القوية.
والعلاقات السعودية – المصرية صلبة وقوية ولا تتأثر بأى شكل من الأشكال، وتاريخياً مصر والسعودية دائماً تقفان مع بعضهما البعض فى كل الظروف والأوقات، ولن يتغير هذا الشىء أبداً.
الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى