60 ثانية من الرعب ورائحة الدم فصلت بين موت وحياة المئات ممن وجدوا أنفسهم بين الحطام في زلزال القرن الذي ضرب تركيا وسورية وعدة دول شاركتها الفجيعة. انطلق صوت ناج من وسط الأنقاض يبحث عن أمه التي غاصت بين أكوام الرمل والأسمنت المتشظي: «أمي هل أنت بخير.. طمنيني عنك!».
فجر الاثنين في تركيا، لم يكن مثل كل يوم، حين اهتزت الأرض لتلقي بأثقالها على أطفال اختطفتهم الهزة المرعبة من أحضان أمهاتهم لتلقي بهم بين أطنان الصخور والحجارة لتنتشلهم حمالات المسعفين من وسائد الغرف الدامية إلى تحت التراب. حكايات وفواجع شهدتها ليلة الزلزلة، ربما كان اللقاء الأخير بين اثنين جمعهما عش ظنا أنه سيطول وإذ بأثقال الطوب وشظايا الحديد تحيل طعم الشهد إلى مرارة العلقم.
أي ذكرى موجعة لتلاميذ عصفت الهزة بدفاترهم وأقلامهم فاختلطت حقائب مدارسهم بالدم السائل وبقية عطر أب وأم هدأت أنفاسهما للأبد وسط الحطام!