علاقات و مجتمع
يعد الموسيقار الراحل عمار الشريعي من أهم وأفضل الموسيقيين العرب، إذ وُلد كفيفًا وغير قادر عن الرؤية، ولكنه قرر أن يرى الألحان والعالم بقلبه، فولد في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا بصعيد مصر، في يوم 16 أبريل عام 1948، وتوفي 7 ديسمبر 2012، وهو ما ترك حزنًا كبيرًا لأسرته منذ لحظة وفاته من أكثر من 10 سنوات إلى الآن، وهذا ما نلقي عليه الضوء بلقاء ميرفت القفاص مع منى الشاذلي على شاشة قناة «cbc».
ميرفت القفاص زوجة عمار الشريعي تكشف بداية تعارفهما
قالت الإذاعية ميرفت القصاص زوجة الملحن الراحل عمار الشريعي، في اللقاء، إن بداية تعارفهما عندما ذهبت مع إحدى صديقتها المذيعات لعمل شريط أطفال وللتسجيل معه، وسلمت عليه بجلال واعتزاز كبير لشخصيته، ولكنها لم تتواصل معه بعد ذلك إلا عندما أرادت أن تستضيفه في البرنامج الأوروبي باللغة الإنجليزية، إذ أنه ملحن مثقف لأنه كان خريج كلية الآداب قسم لغة إنجليزية، وسجلت معه وظلا لمدة ثلاثة سنوات في قصة حب بدأت عندما طلب منها أن يعلمها الغناء وهي تقرأ له إنجليزي مقابل ذلك، لكنها لم تقرأ له وهو لم يغنِ لها وتطورت العلاقة وانجذبا لبعضهما البعض.
«سريعًا ما شعرت بصدقه، كان الجميع يؤكد لي أنه لن يتزوج ولكنني كنت متأكدة من زواجي به، فعندما نزلت لكي أسجل معه، لم أكن أعرفه كثيرًا فقال لي أنه سيعد لي شريط ليعرفني بنفسه، وأول ما عرفته كان يلحن أغنية لطيفة «أرجوك أوعى تغير»، وأول لحن سمعته إليه كان لأغنية «أقوى من الزمن» للفنانة شادية عن مصر، لم أكن أعرف أنه هو لأني عندما عملت في الإذاعة خرجت عن معرفة الغناء الشرقي كثيرًا، ولكنني أحببته لصدقه»، بحسب «مبرفت القصاص» معبرة عن حبها لعمار الشريعي وبالفعل تزوجا في عام 1991.
وفي لقطة تُعرض لأول مرة كان فرحهما الذي ترك الكوشة فيه، ووقف يعزف مع سمير صبري، وغنى أغنية «أنا قلبي دليلي» لليلى مراد الذي ظل يردد كلماتها «الحب ده غنوة كلها أحلام أحلامها الحلوة أحلى أنغام»، وأغنية «والله هتروق وتحلى» لسمير صبري التي كانت من ألحانه، وعلقت أنه عمار الشريعي لابد أن يذهب إلى الأورج فهو كان جزء من روحه.
وعن الفرح كان في الأصل لقاء عشاء فقط، ولكنها تفاجأت منه وهو يعزم الجميع، وسمعته وهو يعزم فيفي عبده وزهرة العُلا وسيد مكاوي كمال الطويل والموجي والكثير من المغنيين والملحنين، والجميع حضر الفرح وغنوا وتجلوا، ووصفته أنه كان سهرة حلوة تجلى فيها الجميع، والكل كان فَرِح كثيرًا.
استقلالية شديدة مع العالم
قالت عن عمار الشريعي إن فقد بصره لم يؤثر عليه فكان يتحرك بسلاسة دومًا، وكان لديه ذاكرة قوية فكان حافظ البيت جميعه، حتى الـ11 سلمة من الدرج، وكان أي مكان يذهب إليه كان يتعامل معه باستقلالية شديدة، وكان يعلم أن في الميكرويف علامة بارزة تدل على الأطعمة فكان يطهي الطعام من نفسه، وكان سَلِس ويعلم مكان هدومه وألوانها، وكان مستقل لا يريد أن يشعر أن ينقصه شيء كان يحب الجرائد كثيرًا والكرة وكانت تساعده وتقرأ له، وبعد ذلك مع تطور التكنولوجيا أصبح له قارئ في التليفون على الإنترنت، وهو من أول الناس الذين استخدموا الأصوات على الهاتف للتعرف على الأشياء.
عمار الشريعي الصغير
وأضافت خلال حديثها «عمار الشريعي موجود، لم يمت، فراقه وموته يلحقان بي وجع كبير لم يصغر، لكنه ترك لي مُراد ابننا، كان يعلمه كل شيء ويلقنه كل الدروس التي تعلمها، كان يصاحبه شعور أنه سيتركه لظروف مرضه بالقلب، ولأني أنجبته في عامه الخمسين، فكان أبا حنونا بالفعل»، إذ أنها أنجبته بعدما ظلت 7 سنوات في أول الزواج لم تنجب.
وقال مراد ابن عمار الشريعي المهندس صاحب الـ25 عاما، «عالم عمار الشريعي موجود معي في كل التفاصيل، هو توفى وأنا عندي 14 سنة، ولكنه معي في كل ما في حياتي، وكل خطواتي، فكان بحر ليس له مقياس، وأفضل ما يقوله لي أحد هو أن صوتي وشكلي طبق الأصل منه»، كما أكد أنه يتذكر كل ألحانه، وأعماله التي تربى عليها منذ عام 1998 إلى عام 2000، ولكن ما يزعجه هو الألحان التي لم يسمعها منه من قبل ولادته، وقال إنه لم يحاول إقحام الموسيقى إليه، وكان دومًا يترك له الرأي في كل شيء».
أب حنون ومُلحن ذكي
أضاف مراد أنه كان يغني له دومًا أغنية «ماما زمانها جاية»، وأنه كان يحب مسلسل بابا عبده كله بأغانيه، وأنه كان يلحن له كل الأشياء أغنية فمثلًا هو كان يهاب الطائرة، فلحن له كلمات «عم يا طيار أرجوك وصلنا بسرعة عشان نسلم على قرايبنا»، وشرحه لأول يوم مدرسة بلحن وكلمات «بكرة بكره يا مراد هيودوك الحضانة هيمسكوك الألوان عشان تلعب ويا أصحابك»، فكان ينغم له الكلمات ويلحنها خصيصًا، وأضاف أنه أكثر ما يحبه من ألحانه تتر مسلسل الصباح والمساء لأنغام لأنه حضره في الأستديو داخل المنزل.