تحت وقع الصدمة جراء مقتل تاير نيكولز على أيدي عناصر من الشرطة الأميركية، ثار الجدل في الولايات المتحدة مجدداً حول أعمال العنف التي ترتكبها الشرطة، وسط شعور عام بأن التظاهرات الضخمة التي شهدتها البلاد عام 2020 جراء وفاة جورج فلويد، حين ضغط شرطي بركبته على عنقه إلى أن اختنق، لم تفض إلى تسوية لهذه المشكلة.
وبثت السلطات الأميركية تسجيلاً مصوراً، يظهر السائق أسود البشرة، تاير نيكولز، يتعرض للضرب من قبل خمسة من عناصر شرطة ممفيس، الذين أوقفوا وضربوه مراراً بقبضاتهم وأحذيتهم وهراواتهم، بينما كان يصرخ من أجل والدته.
ويمتلئ المقطع بلحظات عنيفة تُظهر رجال الشرطة، وهم أيضاً من السود، يطاردون نيكولز ويضربونه ويتركونه على الرصيف مستنداً على سيارة الشرطة.
وظهرت اللقطات بعد يوم واحد من اتهام عناصر الشرطة بالقتل في واقعة وفاة نيكولز.
وجددت الصور المروعة لرجل أسود آخر يموت على أيدي الشرطة الأميركية أسئلة صعبة حول كيفية استمرار المواجهات القاتلة مع سلطات إنفاذ القانون، حتى بعد الدعوات المتكررة للتغيير.
وتجمع متظاهرون في مدن أميركية عدة احتجاجاً على الواقعة، بما في ذلك ممفيس، وقام العشرات بإغلاق جسر الطريق السريع 55 الذي ينقل حركة المرور فوق نهر المسيسيبي باتجاه أركنسو، كما تجمع العشرات من المتظاهرين في لافاييت بارك بواشنطن.
وظهر في التسجيل عناصر من الشرطة وهم يضربون السائق البالغ من العمر 29 عاماً بوحشية لمدة ثلاث دقائق، بينما كان يصرخ طوال الهجوم.
وشبه الفريق القانوني لعائلة نيكولز الاعتداء بضرب الشرطة عام 1991 لسائق السيارة رودني كينغ في لوس أنجلوس.
وبعد أن سحب الشرطي الأول نيكولز من السيارة، أمكن سماع نيكولز وهو يقول: «لم أفعل أي شيء»، فيما بدأت مجموعة من عناصر الشرطة في دفعه إلى الأرض.
وقال نيكولز: «أنتم يا رفاق تفعلون الكثير في الوقت الحالي.. أنا فقط أحاول العودة إلى المنزل، توقفوا، أنا لا أفعل أي شيء».
وأمكن بعد ذلك رؤية نيكولز وهو يركض بينما يصعقه الشرطي بمسدس صعق، ثم بدأ عناصر الشرطة في مطاردة نيكولز.
وتم استدعاء عناصر شرطة آخرين، وضربه رجال الشرطة بهراوة، وركلوه ولكموه.
وتُظهر لقطات كاميرا الأمن ثلاثة شرطيين يحيطون بنيكولز وهو يرقد في الشارع بين سيارات الشرطة، مع وجود شرطي رابع في مكان قريب. وقام اثنان من رجال الشرطة بإمساك نيكولز على الأرض، ثم بدأ شرطي ثالث بركله في رأسه، وانزلق نيكولز بشكل كامل على الرصيف، وأحاط به رجال الشرطة الثلاثة، ثم قام الشرطي بركله مرة أخرى. وسار الضابط الرابع، وسحب عصا وحملها على مستوى الكتف، بينما كان شرطيان يمسكان نيكولز في وضع كما لو كان جالساً، وتم سماع أحد رجال الشرطة وهو يقول: «سأقوم بتوجيه الضربات لك»، وأظهرته كاميرا مثبتة على جسده وهو يرفع عصاه، بينما كان شرطي آخر على الأقل يحمل نيكولز. وقام الشرطي بضرب نيكولز على ظهره بالهراوة ثلاث مرات متتالية. وقام رجال الشرطة الآخرون برفع نيكولز على قدميه، وهو يتخبط مثل الدمية، ثم لكمه أحد الضباط في وجهه، بينما واصل الشرطي الذي يحمل الهراوة تهديده. وتعثر نيكولز وهو يستدير، وقام الشرطي الذي لكمه بالوقوف أمامه، ولكمه أربع مرات أخرى. ثم انهار نيكولز، واستغرق الأمر نحو من 20 دقيقة بعد ضرب نيكولز وعلى الرصيف، قبل تقديم أي نوع من الرعاية الطبية، على الرغم من وصول رجلي إطفاء إلى الموقع، ومعهما معدات طبية في غضون 10 دقائق، وتوفي نيكولز في المستشفى بعد ثلاثة أيام من نقله إليه. وقدم رجال الشرطة ادعاءات حول سلوك نيكولز التي لا تدعمها اللقطات، وفي أحد المقاطع، ادعى شرطي أنه خلال التوقف المروري الأولي، وصل نيكولز إلى سلاحه واستخدمه لمساعدته في الهرب، وهو ما لا يظهر في التسجيل المصور.
• متظاهرون تجمعوا في مدن أميركية عدة احتجاجاً على عنف الشرطة.