ألاء خليفة
أوضح رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس خلال الفترة الإنتقالية د.إبراهيم الحمود، بأن الغش في الإمتحانات والتفوق المصطنع أصبح ظاهرة ترعاها عصابات منظمة وكيانات محترفة متمرسة متغلغلة في الوسط التعليمي ذاته وبرعاية من جهاز تنفيذي قادر على تحقيق الإنتشار والتوسع في بسط سيطرته على مدخلات التعليم ومخرجاته حتى غدت مصداقية النجاح والتفوق هي الاستثناء من الأصل المنحرف. وهكذا سادت ثقافة الغش بشكل عام مهني يهيمن على التعليم العام بكل مخرجاته المختلفة التي سوف تتغلغل بذات الأسلوب للتعليم العالي ومنه لسوق العمل وتبوء الوظائف العامة والخاصة في الدولة.
وأضاف الحمود بأن تحقيقات النيابة العامة فككت شفرات مهمة لهذا التنظيم المخرب وكشفت عن تنظيم رهيب له أدواته اللازمة للتمدد والإنتشار ترعاه عصابات من الوسط التعليمي والإداري والفني المضطلع بالعملية التعليمية ذاتها وهنا مكمن الخطورة التي تنذر بإنهيار المجتمع بحسبان سيطرة مخرجات الغش على الإدارة العامة للدولة وعلى الوظائف العامة والخاصة التي تقود الأعمال والمطلوب منها إشباع الحاجات العامة.
وتابع: العقوبات الرادعة مهما كانت قسوتها لن تكون الحل الذي ينهي ظاهرة الغش وتمددها بعد أن غدا الغش ثقافة وأصل في التعليم لذلك يجب البحث عن حلول جذرية أخلاقية في المقام الأول مصدرها الأسرة بحسبانها المدرسة الأولى للتربية والتهذيب ثم المنظومة التربوية وتكوينها وترتيبها وطريقة عملها فهي التي تغرس القيم والمبادئ الاجتماعية والثقافية في النشأ. وتعتبر الإدارة الحسنة المحترفة هي الركيزة الاساسية لقيام نظام تعليمي شفاف قوامه المصداقية والكفاءة المهنية.
إن الواسطة في شغل المناصب الإشرافية اعتماداً على القبلية والمذهبية والفئوية الضيقة تدمر الوطن وترتب بعشوائية غير منضبطة الهياكل والمؤسسات العامة والخاصة حيث أنها سيطرت بالغش على المناصب القيادية والإدارية ومن ثم فإن سبيلها للاستمرارية هو رعاية وتنمية الغش الذي له الفضل فيما وصلت إليه.
وشدد الحمود على إن محاربة الفساد الإداري والمالي هو سبيل تجفيف منابع الغش ومصدر وجوده.
ولعل النظام التعليمي هو مكمن الإنحراف ولعل التربح والفساد المالي يشجع على الغش وتفشيه فالأسباب كثيرة والمسببات أكثر.
وأضاف: ولا شك في أن للدولة أدواتها وقدرتها ودراساتها الكفيلة بتحقيق الأهداف المنشودة متى كانت الأعمال توكل للكفاءات المؤهلة بشكلٍ حقيقي.