اليوم نحن نعيش عملًا إداريًّا احترافيًّا على أعلى مستوى في أندية كثيرة مشاركة في «دوري روشن»، ونلمس ذلك جيدًا من خلال التعمق في تفاصيل بعض الأندية، فنادي الفتح على سبيل المثال لديه منظومة إدارية مميزة، تقوم بعمل إداري جبّار من خلال رسم الخطط والاستراتيجيات المرتبطة بتنظيم الجانب الاحترافي للاعب داخل النادي على الصعيد الفني والتعاقدي، رغم أنه نادٍ لا ينافس على بطولة الدوري، وكل طموحه البقاء في منطقة الأمان، لكن لديه القدرة على خطف بطولة نفس قصير في أي مشاركة تحدث له؛ وهذا لأن العمل الإداري لديهم واضح للجميع على كافة المستويات، ومهما حدث من مفاجآت توجد خطط بديلة لتجاوز أي أزمة، سواء كانت مالية أو فنية، ويمكن تدارك الوضع في الوقت المناسب؛ حتى لا تكون الخسائر كبيرة تفقده جزءًا مهمًا من خططه واستراتيجياته، كذلك في نادي النصر نلاحظ عملًا إداريًّا مميزًا جدًّا، وحتى أكون أكثر وضوحًا في هذه الجزئية، لا يمكن أن أغفل عن الاستشهاد بما حدث في الأيام القليلة الماضية بعد إصابة لاعب مهم في الفريق بحجم الكولومبي «أوسبينا» حارس المرمى، وفي فترة زمنية بسيطة جدًّا من الإصابة يتم الكشف عنها في نفس الليلة، ثم يسافر في اليوم التالي إلى إسبانيا؛ لعرض الإصابة على أطباء متخصصين في هذا النوع من الإصابات، ثم يتقرر إجراء عملية له، ويقوم بإجراء العملية خارج المملكة، وكل هذه التفاصيل حدثت في ٧٢ ساعة تقريبًا من وقت الإصابة، وكذلك مفاوضات سريعة مع حارس أجنبي بديل، هذا العمل يعطي مؤشرًا جيدًا لوضع البيت النصراوي، ويجعل المتابع لكرة القدم في السعودية يدرك حجم الاحترافية في أنديتنا؛ لذلك كنا نقول في السابق: إن جلّ مشاكل الأندية في السعودية ليست المال فقط، بل غياب الكوادر المتخصصة التي تضع منهجًا لعملها، وخططًا واضحة لمسيرة النادي؛ لذلك حين وجدوا الأشخاص المتخصصين في هذا المجال أصبحت جودة العمل واضحة، والنتائج الإيجابية ملموسة، وهذا يعني أننا قد نجد مع هذه الإدارات المتخصصة الأسلوب الأمثل لإدارة الأزمات وتجاوزها، دون أن تترك أي تأثير على مسيرة النادي.
دمتم بخير،،