علاقات و مجتمع
خطوة غير مسبوقة تحدث للمرة الأولى في تاريخ عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، إذ تم تكوين فريق كامل عناصره من الشرطة النسائية المصرية، مهمته التصدي لخطر الهجمات بالعبوات الناسفة في مالي.
الشرطة النسائية المصرية تحفظ السلام بمالي
أوضحت منظمة الأمم المتحدة، عبر حسابها على «تويتر»، أن الفريق بالكامل من الشرطة النسائية المصرية لحفظ السلام، مرفق بعدد من الصور للشرطيات اللواتي تم اختيارهن لتلك المهمة، إذ كتبت: «لأول مرة في تاريخ عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، فريق شُرطي مكون بالكامل من حافظات السلام ضمن بعثة مينوسما، يتولى حماية المدنيين في مالي، من خطر الهجمات بالعبوات الناسفة الارتجالية والألغام».
أشادت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي «مينوسما»، بالوحدة الشرطية المصرية من العنصر النسائي، عبر حسابهم على «تويتر»، مبدين إعجابهم بالخطوة الأولى من نوعها، إذ دونت: «وحدة شرطة مصرية مكونة بالكامل من النساء، تفتح آفاقًا جديدة في مكافحة الألغام في الوسط»، لافتة إلى أنه تم تدريب افريق البحث والكشف، على التعرف على الألغام، من أجل سلامة وأمن المدنيين وقوات حفظ السلام.
يعد تأسيس هذا الفريق من الشرطة النسائية المصرية، بمثابة مصدر فخر، ليس للوحدة المصرية فحسب، إنما أيضًا للقيادة العليا لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي «مينوسما»، من خلال إنقاذ الأرواح عبر رصد وإبطال مفعول العبوات الناسفة.
وشهدت مالي، وفق مؤشر الإرهاب العالمي، خلال الفترة من 2020 إلى 2021، ثاني أكبر زيادة في أعداد الوفيات في صفوف المدنيين وحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، جراء عمليات إرهابية.
مهام عملية حفظ السلام
حددت عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، عبر صفحتها الرسمية المهام التي تقوم بها القوات، إذ أشارت إلى إنها تساعد على تخطي الطريق الصعب من الصراع إلى السلام، التي تتميز بنقاط قوة فريدة، بما في ذلك الشرعية، ومشاركة العبء، والقدرة على نشر القوات والشرطة من جميع أنحاء العالم، ودمجها مع قوات حفظ السلام المدنية لمعالجة مجموعة من الولايات التي حددها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
المرأة في عمليات حفظ السلام
تعتبر خطوة تعيين النساء في جميع المناطق، سواء الشرطة والجيش والمدنيين، تمثل أثرا إيجابيا على بيئات حفظ السلام، بما في ذلك دعم دور المرأة في بناء السلام وحماية حقوقها، إذ أثبتن بإنهن قادرات على أداء نفس الأدوار وبنفس المعايير، وفي ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الرجال.
وخلال عام 1993، كانت النساء تشكل 1% من الأفراد النظاميين المنتشرين، وكانوا يشكلن عام 2019، حوالي 95.000 من حفظة السلام، أي نحو 4.7% من الأفراد العسكريين، و10.8% من أفراد الشرطة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وتشجع الأمم المتحدة، وتدعو إلى نشر النساء في وظائف نظامية، حيث تقع مسؤولية تواجدهن في الشرطة والجيش على عاتق الدول الأعضاء.
وكانت أطلقت شعبة الشرطة التابعة للأمم المتحدة «الجهد العالمي»، لتوظيف المزيد من ضابطات الشرطة في دوائر الشرطة الوطنية، وفي عمليات شرطة الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم.
وتستهدف خلال عام 2028، أن تصل نسبة النساء العاملات في الوحدات العسكرية، 15%، وللمراقبين العسكريين وضباط الأركان 25%.
أهداف تكوين نساء من حفظة السلام
يعتبر الاهداف الأساسية لتكوين فرق نسائية من حفظة السلام، كما حددتها عمليات الأمم المتحدة، كالتالي:
– تحسين الأداء العام لحفظ السلام، حيث إن زيادة التنوع وتوسيع نطاق المهارات، يعني تحسين عملية صنع القرار والتخطيط والنتائج، ما يؤدي إلى زيادة الفعالية والأداء، ووصول أفضل.
– يمكن لهن إجراء مقابلات مع الناجيات من العنف القائم على نوع الجنس والعنف ضد الأطفال ودعمهن، مما يساعد على الحصول على معلومات حاسمة، كان من الصعب الوصول إليها.
– زيادة فرص الوصول إلى المجتمعات المحلية، والمساعدة في تعزيز حقوق الإنسان وحماية المدنيين.
– تشجيع المرأة على أن تصبح جزءًا ذا مغزى من عمليات السلام والعمليات السياسية.
– تساعد أيضا في منع النزاعات والمواجهة والحد منهما، ومعالجة الأثر السلبي غير المتناسب للصراع على سبل عيش المرأة وجلب منظورات وحلول جديدة إلى طاولة المفاوضات، من خلال التصدي بفعالية لاحتياجات المرأة في حالات الصراع وما بعد الصراع، بما في ذلك احتياجات النساء المقاتلات السابقات والأطفال الجنود، أثناء عملية التسريح وإعادة الإدماج في الحياة المدنية.
– إلهام وخلق نماذج يحتذى بها، كمرشدات قويات وتوفير نماذج يُحتذى بها للنساء والفتيات في بيئات ما بعد الصراع في المجتمع المضيف، ومثال لهن على الدفاع عن حقوقهن ومواصلة مهن غير تقليدية.
بالأرقام.. قوات حفظ السلام المصرية في 6 بعثات
حددت الهيئة العامة للاستعلامات، عبر موقعها الرسمي، دور مصر في قوات حفظ السلام، الذي يأتي من منطلق الدور المحوري والريادي للدولة المصرية، والحرص التام والدائم على دعم جهود السلام، إذ تعد مصر من أكبر الدول المساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، التي ضمن الدول الـ10 الأولى الأكثر إسهاماً فى قوات حفظ السلام على مستوى العالم.
وتعتبر مصر الأولى عربياً والثالثة على مستوى الدول الفرانكفونية، إذ تشارك بحوالى 3200 من الأفراد العسكريين والشرطة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.