في الوقت الذي حاولت فيه الجزائر استغلال إغلاق أنبوب الغاز المغاربي كورقة ضغط بعد إعادة العلاقات المغربية الإسبانية، عاد الأمر بربح كبير على المغرب الذي بات أول مستفيد من إمدادات الغاز عبر هذا الخط.
فقد أعادت إسبانيا فتح خط أنابيب الغاز بين المغرب وأوروبا في يونيو الماضي، لكن مع عكس الاتجاه ليتدفق الغاز من إسبانيا إلى المغرب.
وفي الأشهر الأخيرة، ارتفعت هذه الشحنات بشكل صاروخي؛ فبحسب أرقام صادرة عن “Enagás”، مشغل نظام الغاز الإسباني الذي يدير شبكة خطوط أنابيب الغاز الرئيسية وسجلات مؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية للمنتجات البترولية “Cores”، فعندما أعيد فتح خط الأنابيب، كانت الكميات المنقولة إلى المغرب ضئيلة جدا، لكن في الشهرين الماضيين تكثفت الصادرات بقوة.
وفي الوقت الذي توصلت فيه البلاد في يونيو الماضي بـ60 جيجاوات في الساعة، انتقل الرقم إلى 172 جيجاوات ساعة في يوليوز، ثم بدأت الشحنات تتكاثف في أكتوبر، إذ استقبلت البلاد 328 جيجاوات ساعة، لترتفع إلى 553 جيجاوات ساعة في نونبر و527 جيجاوات ساعة في دجنبر الماضي.
وفي الأشهر الستة التي كان فيها خط الأنابيب يعمل في الاتجاه المعاكس للخط التقليدي، أرسلت إسبانيا ما مجموعه 1882 جيجاوات ساعة من الغاز إلى المغرب، وفي الشهرين الماضيين فقط، تم إرسال 60 في المائة من إجمالي الإمدادات المتراكمة.
ويقتصر دور إسبانيا على استقبال سفن الغاز المسال الذي تشتريه الرباط من أي دولة موردة في مصانع إعادة تحويله إلى غاز لترسله عبر خط أنابيب الغاز طريفة (قادس).
على صعيد آخر، لم يؤثر إيقاف الجزائر لهذا الأنبوب على الجارة الإسبانية التي تلقت الغاز الطبيعي من 19 دولة مختلفة بفضل محطات إعادة تحويل الغاز الطبيعي إلى غاز، التي تجعلها كنقطة دخول استراتيجية للغاز الطبيعي المسال داخل أوروبا، ووصلت صادرات الغاز الطبيعي من خلال الروابط البينية مع فرنسا إلى رقم قياسي سنوي على الإطلاق، مما يساهم في تأمين الإمدادات إلى بقية أوروبا.
وزاد الطلب على الغاز لتوليد الطاقة بنسبة 52.6 في المائة مقارنةً بعام 2021، ليصل إلى 138 تيراواط ساعة، وهي أعلى قيمة منذ عام 2010. ويرجع هذا النمو إلى انخفاض الطاقة المائية والتوليد المشترك للطاقة، ويسلط الضوء على دور الغاز الطبيعي في توليد الطاقة كدعم الطاقة من أجل مصادر الطاقة المتجددة.
وحطمت الصادرات من خلال الروابط البينية مع فرنسا سجلات تاريخية تجاوزت 35 تيراواط ساعة. في المجموع، من خلال الروابط البينية مع فرنسا والبرتغال، وصلت الصادرات إلى 41 تيراواط ساعة، وهو أعلى رقم منذ عام 2016.
وتستغلّ الرباط خط أنابيب الغاز المغاربي في الاتجاه المعاكس لأول مرة على مدار الـ 25 عاماً الماضية، بسبب إغلاق الجزائر الجزء الذي يمرّ عبر أراضيها، وتوقفها عن إرسال الغاز من منطقة حاسي مسعود.
وأدى قرار الجزائر في أكتوبر من العام الماضي عدم تجديد العقد المتعلق بالأنبوب المغاربي إلى لجوء المغرب إلى شراء الغاز الطبيعي المسال من السوق الدولية، واستغلال الجزء المتواجد فوق ترابه من الأنبوب للحصول على الغاز عبر إسبانيا.
المصدر: وكالات