حصل مركز إكثار وصون النمر العربي التابع للهيئة الملكية لمحافظة العُلا على اعتماد الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية (EAZA)، ليكون بذلك أول مؤسسة من نوعها في المملكة العربية السعودية تنال هذه العضوية.
ويأتي هذا الاعتماد تأكيدًا على التزام الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض بشدة، والمساهمة في الحفاظ على التنوع البيئي والحيوانات النادرة في المنطقة، حيث يعمل المركز على إكثار هذا النوع ضمن إطار شامل لصون الحياة البرية واستدامتها.
ومنذ انتقال إدارة المركز إلى الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في عام 2020، ارتفع عدد النمور من 14 إلى 31 نمرًا، حيث شهد العام 2023 ولادة سبعة هراميس، كما استقبل العام الماضي خمسة ولادات أخرى، من بينها ثلاثة توائم.
وبحسب تصنيف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، يُعد النمر العربي من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة منذ عام 1996، وهو ما يسلط الضوء على أهمية هذا الاعتماد في دعم جهود الحفاظ عليه، واستعدته في موائله الطبيعية.
وتجسد العضوية في الجمعية الأوروبية مساعي المملكة لتحقيق التنمية المستدامة، وحماية المساحات الطبيعية من خلال مبادرات إعادة التشجير، وتأهيل البيئات الطبيعية، بما يتماشي مع مبادرة السعودية الخضراء.
وتتيح للهيئة وللمركز فرصة الوصول إلى شبكة عالمية من الخبراء والمتخصصين في مجالات رعاية الحيوان، والتنوع الحيوي، والحفاظ على البيئة، فضلًا عن الاستفادة من برامج الإكثار الناجحة المشتركة.
وتسعى الهيئة لإعادة النمر العربي إلى موائله الطبيعية في العُلا، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» التي تركّز على الحفاظ على التراث الطبيعي، وتعزيز السياحة البيئية المستدامة.
من جانبه، عدّ نائب رئيس الإدارة العامة للحياة البرية والتراث الطبيعي بالهيئة الدكتور ستيفن براون، الحصول على عضوية الجمعية «خطوة مهمة لدعم جهود حماية النمر العربي والحفاظ عليه، حيث تتيح فرصة التواصل مع شبكة من الخبراء الدوليين، مما يعزز قدرات فريق العمل بالمركز، ويزودهم بأحدث المعارف لدعم مهمتهم الحيوية في زيادة أعداد النمور».
وأشار إلى أن المركز «يعكس التزام السعودية المستمر بحماية البيئة، وهو جزء أساسي من مشروع طويل الأمد يهدف إلى الحفاظ على هذا النوع النادر»، مضيفًا: «مع كل ولادة جديدة، نقترب أكثر من تحقيق هدفنا بإعادة النمر العربي إلى بيئته الطبيعية، وهو ما يشكل جزءًا أساسيًا من إستراتيجية الهيئة لإعادة التوازن البيئي، والحفاظ على التنوع الحيوي في العُلا».