علاقات و مجتمع
إيمانًا بأن تعليم الأطفال يساهم في رفعة وشأن المجتمع، أسست الفتاة الأسوانية يسرا عادل، «Enjoy Science» أول أكاديمية في أسوان لتبسيط العلوم للأطفال، فبدأت منذ الصغر شغفها للعلم حتى دخلت كلية العلوم قسم كيمياء وتخرجت عام 2010، وحصلت على دبلومة الكيمياء الحيوي والفسيولوجي في جامعة قناة السويس، ثم عملت في عدة أماكن لتعليم العلوم ولكنها رأت أنها لم تجد شغفها ولم تستغل طاقتها حتى الآن، ومع مرور الأحداث اكتشفت تعلقها بإيصال وتبسيط وتوضيح المعلومات، لذا قررت تدشين أكاديمية خاصة بها لتعليم وتبسيط العلوم.
الشغف بالكيمياء وتبسيط المعلومات
قالت «يسرا» في حديثها لـ«الوطن»، إنها عندما تخرجت بدأت العمل في معامل التحاليل الطبية، ثم إعطاء دروس الكيمياء واكتشفت أنها تستطيع توصيل المعلومات بطريقة سهلة وواضحة، ومن خلال عدة كورسات لمناهج «Stem» للمتفوقين، وبحصولها على دبلوم تربوي للتعامل مع الأطفال، وضعت حجر الأساس لمشروعها في تبسيط العلوم للأطفال بألعاب وتجارب علمية بسيطة، وفي مايو 2019 خرجت أفكارها للنور فاستطاعت تنظيم معسكر للأطفال للتجارب العلمية المبسطة، باستخدام خامات بسيطة ومبهجة.
عثرات واجهت يسرا
العديد من التحديات واجهتها الشابة الثلاثينية خلال فترة كورونا بالإضافة إلى الصعوبة في شراء الخامات، والعثرات التي كانت تواجهها في المجتمع القبلي بالصعيد، ولكن بالدعم من عائلتها ومساندة زوجها لها استطاعت زيادة رأس المال وبدأت طلب الخامات التي تساعدها في تبسيط العلوم من المحافظات الأخرى، حتى تطوعت في وزارة التخطيط في مبادرة «كن سفيرًا» للتنمية المستدامة لتحقيق الهدف الرابع وهو التعليم، بالإضافة إلى مبادرة «تعليم محو الأمية»، في وزارة التربية والتعليم، ومن خلال تقديم المقالات التوعوية بدأت التوسع في كورسات العلوم، حتى قررت تدشين الأكاديمية.
أكاديمية «Enjoy Science» لتبسيط العلوم
شاركت الأسوانية في مسابقة لرائدات ورواد الأعمال التابعة لمؤسسة «أم حبيبة» في أسوان، وتم اختيار مشروعها للفوز بدعم فني ومالي ضمن أفضل 18 مشروعا من أصل 200، وبدأت التوسع وتقديم العلوم للأطفال من سن 5 سنوات إلى 11 عامًا.
عبرت الشابة الثلاثينية صاحبة أول أكاديمية في أسوان لتبسيط العلوم، عن سعادتها وفوزها في المسابقة، والمقومات التي جعلتها تحقق سعيها، إلى الدعم المالي الذي ساعدها على خلق الفكرة الجديدة لها داخل المجتمع الأسواني، ودربت حوالي أكثر من 300 طالب على المناهج الجديدة ودعمت فكرتها من خلال الخامات لتصل إلى المراكز والقرى.
تسمية الأكاديمية وطموح «يسرا»
«الهدف لا يقتصر على تبسيط العلوم فقط، وإنما تعلم الطالب مهارات مختلفة كالنقد وحل المشكلات»، عبارة واصلت من خلالها الشابة الأسوانية الحديث عن كواليس وأهداف المشروع التي دشنته لخدمة أبناء مدينتها: «أساعدهم على ربط الدراسة بالحياة اليومية».
أهداف كثيرة ترجوها الشابة الثلاثينية من مشروعها وهو الانتشار على نطاق أوسع على مستوى محافظات الصعيد لخدمة الأطفال: «يجب على الشباب تصديق أنفسهم ومع الشغف لابد من وجود تخطيط ومنطق وصبر، وليس من الضروري أن تسابق أحد بل يجب خلق خطوات لنفسك تكون قوية وتتحدث عنك».