تابع سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، مساء اليوم الثلاثاء، في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة، من خلال بثٍ مباشرٍ إطلاق القمر الصناعي المكعب “الشارقة سات 1″، على متن صاروخ فالكون 9 من شركة “سبيس اكس” بقاعدة ” كيب كانافيرال” في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وهنأ سموه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقيادة دولة الإمارات على نجاح إطلاق القمر الصناعي المكعب “الشارقة سات 1″، مؤكداً سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة مضت بنجاح وخطى ثابتة نحو اكتشاف الفضاء عبر مهمات مختلفة ويدعمها اليوم “الشارقة سات 1″؛ وأشار سموه إلى استمرار الجامعة في العمل الحثيث على تأسيس المشروعات العلمية والبحثية التي تخرج بالعديد من النتائج وتخدم الحياة البشرية وتمكن طلبة الجامعة والباحثين من تطوير مهاراتهم والاستفادة من أحدث النتائج والمعلومات التي توفرها هذه المشروعات.
وقال سمو رئيس جامعة الشارقة : نبدأ عامنا بالوصول إلى الفضاء ونشيد بجهود أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك ونفخر بالكوادر الإماراتية من المهندسين الباحثين العاملين فيها الذين عملوا على إنجاز القمر الصناعي المكعب “الشارقة سات 1” لنرى اليوم إطلاقه الناجح إلى الفضاء لتأدية المهام العلمية المتوقعة منه بعد وصوله إلى المدار المحدد على بعد 550 كم عن سطح البحر.
وقدم مدير جامعة الشارقة ومدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك الدكتور حميد مجول النعيمي، شكره لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، على الدعم الكبير الذي تحظى به الأكاديمية والدراسات العلمية في مجال الفضاء، من خلال إنشاء المرافق الخاصة لهذه الدراسات مثل المختبرات والمحطات الأرضية وأحدث برامج المحاكاة التي ساهمت في إطلاق القمر الصناعي “الشارقة سات 1”.
وأشار مدير عام الأكاديمية إلى أن “الشارقة سات 1” يأتي ضمن سلسلة أقمار صناعية مكعبة عديدة ويؤدي كل قمر صناعي مهام وأهداف مختلفة، ويهدف إلى دراسة الطقس الفضائي لكوكب الأرض والظواهر الفلكية، وتوسيع نطاق المعرفة بين الطلبة والأساتذة وعامة الناس بمجال الفضاء والفلك، بداية من تصميم هذه المهام الفضائية وحتى إطلاقها، من خلال إعداد مختلف الورش والتطبيقيات العملية، بما يتماشى مع توجهات دولة الإمارات لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات التطور التكنولوجي في الصناعات الفضائية.
وألقى عدد من المهندسين المشاركين في المشروع شرحاً مفصلاً عن الخطوات التي تمت خلال إنشاء وتطوير “الشارقة سات 1″، حيث قدمت المهندسة طرفة الكعبي نبذة عن مختبر الأقمار الصناعية المكعبة في الأكاديمية وأهم أدواره العلمية، فيما قدم المهندس محمد بن عاشور شرحاً حول مميزات ومواصفات “الشارقة سات 1” وآلية عمله خلال مهمته في الفضاء، وتحدث المهندس يوسف فروخ عن المراحل الأخيرة المتضمنة إطلاق الصاروخ الذي يحمل “الشارقة سات 1”.
وبعد نجاح إطلاق القمر الصناعي المكعب “الشارقة سات 1” صافح سمو نائب حاكم الشارقة فريق العمل من مهندسي الأكاديمية الذين ساهموا في الإنجاز، مهنئا إياهم نجاح المشروع الأول ومتمنياً لهم التوفيق والنجاح في المشروعات المقبلة، والتقط سموه معهم الصور الجماعية التذكارية.
ويعتبر العمر المقدر لفترة عمل القمر الصناعي المكعب هو ثلاث سنوات قابلة للزيادة، وذلك حسب تأثير الأشعة الشمسية على طبقات الغلاف الجوي الأرضي بسبب قربها من المدار الأرضي المنخفض (550 كم) والذي يدور حوله “الشارقة سات 1”.
وتم الاعتماد على الخبرات العالمية السابقة في بناء واختبار القمر الصناعي المكعب وفقاً للتصنيفات والمعايير التي تحددها وكالات الفضاء الدولية مثل ناسا وغيرها، ويحتوي القمر الصناعي المكعب وهو بحجم 3 وحدات، على حمولتين رئيسية وفرعية، فالرئيسية هي كاشف الأشعة السينية المطور والذي يساعد على دراسة الإشعاعات الصادرة من الشمس وبعض الأجرام السماوية المشعة في مجرة درب التبانة وقياس مدى تأثير الأشعة السينية على الغلاف الجوي الأرضي، بينما الحمولة الثانية هي عبارة عن كاميرتين بصريتين بدقة عالية الجودة لتحقيق أغراض تصوير الكرة الأرضية.
يذكر أن المشروع قد بدأ من مختبر الأقمار الصناعية المكعبة في الأكاديمية، والمزود بالمعدات والمرافق اللازمة لتصميم وتشغيل القمر الصناعي مثل محطة العمل العالية الأداء والبرامج المطلوبة لتصميم ومحاكاة وتحليل المهمة في بيئة الفضاء، إضافة إلى الغرفة النظيفة الحاصلة على شهادة ISO6، والمحطة الأرضية والتي تعمل بترددات مختلفة كتردد VHF/UHF.
حضر الإطلاق بجانب سمو نائب حاكم الشارقة عدد من أعضاء مجلس أُمناء جامعة الشارقة، ونواب مدير الجامعة وعمداء الكليات وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، وجمع من المختصين والباحثين وطلبة الأكاديمية.