يكتسب عمل الخير في دبي حضوراً مستمراً، يستمدّ ملامحه من تعاليم ديننا الحنيف، وأصالة الإمارة، وعمق تاريخها، فقد أطلقت خلال السنوات السابقة مبادرات ومشروعات برية وبحرية لحماية الطيور والأسماك.
وتنتشر مظاهر الرحمة في الإمارة بأشكال وصور مختلفة، مستهدفة كل من يحتاج إلى المساعدة، سواء كان إنساناً أو طائراً، أو حتى قطة. ومن ذلك، حرص معظم العائلات المقيمة في الإمارة على توفير الماء للطيور، خصوصاً خلال أشهر الصيف.
وتكشف مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن شخصية محبة، تحيط كل ما حولها بالرعاية والعناية والاهتمام.
وقد تجلت الرحمة في قلب سموه، تجاه المخلوقات الأخرى، منذ كان طفلاً، عندما ترك طعامه لخيله، رأفة به.
كما وصف سموه، وهو الفارس، علاقته بفرسه، مبيناً أنها حرة مثل شعره:
فيها الذكا والعِرف والفطنه
بلا كلام أفهم وأحاكيها
وإن غبت عنها دوّرت عني
ريحة ثيابي بس تكفّيها
هي مثل شعري ومثل تفكيري
حرّه.. ولا شيٍّ يساويها
عطيتها لى مرّ من عمري
واللي بقى من العمر بعطيها
وراقب الجميع كيف رعى سموه القطة «مرموم»، التي ظهرت في مجلسه بعد أن كانت قطة مشردة، لتكون حديث الساعة، ولتنتشر صورتها عبر «السوشيال ميديا»، مثيرة اهتماماً واسعاً.
ولن ينسى أحد قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحويل مسار طريق، لتفادي عش يحوي فراخ الحبارى، حتى لا يتعرض صغار الطائر لأي نوع من الأذى، وليسمى الطريق لاحقاً باسم «طريق الحبارى»، تأثراً بعاطفة القائد والأب والمعلم.
كما وجّه سموه رسالة شكر لكل من ينقذ كائناً حياً، بعد موقف مشرف لمقيمة عربية، اسمها رولا الخطيب، تواصلت مع بلدية دبي، وأبلغتها عن طائر جريح على شاطئ البحر، لإنقاذ حياته.
وقالت الخطيب لاحقاً، عبر تغريدة على صفحتها في «تويتر»، تعليقاً على مسارعة البلدية للتفاعل مع اتصالها، والعمل على إنقاذ حياة الطائر: «إذا كان الحيوان له كل تلك القيمة والاحترام والاهتمام، فعليكم أن تتخيلوا كيف هو حال الإنسان».
صور ولقطات كثيرة انطلقت من مشروعات عديدة، تهدف إلى حماية الحياة البرية والبحرية في الإمارة، وأظهرت الاهتمام الكبير بتوطين طيور الحبارى في محمياتها الطبيعية.
ومن تلك الصور، شارك سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في صيف 2018، فيديو يظهر فيه وهو يحمل طائراً صغيراً بين يديه.
تنقل هذا الطائر من يد الشيخ حمدان بن محمدإلى رأسه، ثم إلى رأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، شاعراً بالطمأنينة والألفة، ولم يبد سموهما انزعاجاً من تنقلاته، أو يحاولا إبعاده.
وفي صورة أخرى، التقطت في عام 2016، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الخطوات الأولى لفرخ طائر الحبارى حديث التفقيس، في منطقة المرموم في صحراء دبي.
كما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال إطعامه عدداً من طيور الحبارى، معربين عن إعجابهم بما يتحلى به سموه من عطف ورحمة.
وعلّق سموه على مقطع فيديو لعملية إنقاذ قطة، في أحد أحياء مدينة دبي، تداولته صفحات التواصل الاجتماعي: «الراحمون يرحمهم الرحمن.. فخور وسعيد بكل مظهر للرحمة في مدينتنا الجميلة.. من يعرفهم يدلنا عليهم لنشكرهم».