صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن سلسلة الثقافة الشعبية كتاب «حرفة التطعيم بالصدف.. في ساقية المنقدي بالمنوفية» للدكتور عماد محمد فؤاد المصلحي.
الكتاب يقدم واحدة من درر التراث الشعبي المصري العريق وخلاصة إبداع الإنسان المصري عبر التاريخ ألا وهي حرفة التطعيم بالصدف على المنتجات الخشبية وهي من أجمل وأدق وأقيم حرفنا الشعبية من حيث المجهود الوفير، وكثرة التفاصيل والخطوات والخامات والأدوات اللازمة لصنعها وفي منتجاتها النهائية من حيث تنوعها وزخارفها وجمالها الذي لا يضاهى. ويعرض الكتاب أصول وخطوات حرفة التطعيم بالصدف على الطريقة المصرية في قرية ساقية المنقدي بمحافظة المنوفية التي هي معقل الحرفة في مصر والعالم أجمع في وقتنا الحالي، ويعود الفضل في ذلك إلى مؤسس الحرفة بالقرية وناقلها من معقلها السابق في خان الخليلي بالقاهرة الحاج محمود قوطة شيخ الصنعة و نقيب الحرفيين بالمنوفية ومختصر لحياته ومساهمته في تداول الحرفة ونقلها إلى قريته.
كما يعرض الكتاب مجموعة من منتجات الصدف، والمشكلات التي تواجهها الحرفة حاليا ومقترحات للنهوض بالحرف الشعبية المصرية واستثمارها في عملية التنمية.
ويشكل الفولكلور المصري بعناصره المميزة والأصيلة حياة ووجدان وهوية هذا الشعب العريق والتي تشكلت عبر آلاف السنين، وحياة المصريين مليئة بعناصر الفولكلور المتوارثة عبر الأجيال التي تفاعلت معهم وتفاعلوا معها وأحد هذه العناصر المتوارثة والباقية في حياتنا المعاصرة هي الحرف الشعبية والتي تصنف علمياً كجزء من الثقافة المادية التي هي جزء من الفولكلور الذي هو جزء لا يتجزأ من تلك الحياة، كباقي عناصر الفولكلور تجاهد الحرف الشعبية المصرية من أجل البقاء في مواجهة طوفانات العولمة القادمة من كل اتجاه والتي تجرف معها من هويتنا المصرية العربية الأصيلة ليحل محلها هوية أوهويات أخرى تكسونا بصبغتها فنصبح أسرى لها نسير على خطاها ونتبع طبائعها.
وتتعدد أهداف دراسة الحرف الشعبية تبعًا لغاية كل دراسة فمنها ما يهتم بالحرف الشعبية كدراسة أكاديمية من أجل التوثيق والتصنيف والحفظ، ومنها ما يدرسها من حيث علاقتها بالموروث الشعبي من عادات وتقاليد ومعارف ومعتقدات مرتبطة بها، ومنها ما يدرسها من الناحية الجمالية والإبداعية في مكوناتها وتشكيلاتها وأشغالها المختلفة ومنها ما يدرسها اقتصاديًا وتنمويًا وبيئيا ومنها ما يدرسها اجتماعيا وبشريا ومنها ما يوثقها لحفظ الملكية الفكرية وهكذا كل تبع لهدفه ومبتغاه.