لا يزال الصراع على أشده على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بين رافضي الزواج بالموظفة والمؤيدين لعمل الزوجة، إذ سرعان ما تشكلت حركة نسوية مضادة ضمن مجموعات “فيسبوكية” ردا على الحركة “الريدبيلية”، وهو ما أدى إلى احتدام السجال والنقاش بين تيار تقليدي وآخر حداثي.
ويرى زكرياء الحجاجي، الباحث في علم النفس الاجتماعي، أن تبعات هذه الحملة قد تساهم بشكل كبير في قلب اتجاهات وقناعات فئة كبيرة من الشباب بخصوص مسألة اختيار شريكة الحياة، لاسيما أن الاتجاهات يمكن أن تتحول وتتغير بشكل سريع.
وأضاف الحجاجي لهسبريس أن انتشار “هذه الدعوات وسط المجموعات الذكورية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الواقع، إضافة إلى انخراط أعضاء جدد وتفاعلهم فيما بينهم، من شأنه تفعيل مجموعة من الصور النمطية عن الموظفات؛ من قبيل: المرأة مكانها المطبخ، والموظفة لا تستطيع الموازنة بين الحياة الزوجية والعملية، وغير ذلك من الصور والأحكام المسبقة”.
وأوضح أن هذا المعطى سيؤثر بشكل كبير في توجيه مجموعة من السلوكات الرجالية تجاه الموظفات، التي يمكن رصدها من خلال النفور منهن وعدم التفكير في الزواج والارتباط بهن.
واستحضر الباحث في علم النفس الاجتماعي الهجوم الشرس الذي شنه الرجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما قابله من إجابات وردود أفعال على “الريدبيليين” من قبل زمرة من المجموعات “الفايسبوكية”، من قبيل: “مغربيات ضد الزواج بالمزاليط والعاطلين”، مبرزا أن هذا الصراع يزكي ما تشهده المحاكم المغربية من ارتفاع ظاهرة الطلاق بنسب عالية حسب المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة العدل.
وأضاف “بناء على ما سبق نستنتج أن نسبة العزوف عن الزواج قد تعرف تزايدا خلال السنوات القادمة، في ظل هذا الصراع بين الجنسين ضحايا إيديولوجية السيكسيزم”.
المصدر: وكالات