كشف الفريق البيولوجي المتخصص بهيئة الفجيرة للبيئة عن تعامله مع 40 بلاغاً يتعلق بحيوانات برية بعضها سام، وحالات بيئية متنوعة، تم الإبلاغ عنها من أفراد المجتمع والجهات المعنية، خلال العام الماضي.
وأوضحت مديرة هيئة الفجيرة للبيئة، أصيلة المعلا، لـ«الإمارات اليوم» أن الفريق البيولوجي تعامل مع 12 حالة تخص الزواحف، وحالتي طيور نادرة، وبلاغ واحد عن حيوان الوشق، وآخر عن ثعلب، إضافة إلى حالتين تتعلقان بمناحل نحل، وحالة واحدة لفأر، بينما شملت الحالات الأخرى كائنات متنوعة.
وأضافت المعلا أن الهيئة تلقت 40 بلاغاً، خلال العام الماضي، منها 23 من جهات رسمية، و17 من أفراد المجتمع، ولفتت إلى أن الهيئة تتعامل مع البلاغات بشكل فوري ومنهجي عبر فريق مدرب، بحيث يتم نقل الحيوانات البرية التي يتم الإمساك بها إلى مراكز متخصصة، مثل محمية وادي الوريعة، حيث تخضع هذه الكائنات لعمليات مراقبة وإعادة تأهيل، ويتم وضع شريحة تعريفية (كود) على الحيوانات البرية لمتابعتها بعد إعادتها إلى بيئاتها الطبيعية بعيداً عن المناطق السكنية.
ومن جهته، أكد مدير محمية وادي الوريعة، الدكتور علي حسن الحمودي، أن الخبراء والباحثين البيئيين يعملون تحت مظلة هيئة الفجيرة للبيئة، حيث يركزون على مراقبة وحماية الأنواع البرية المختلفة، وتعزيز التنوع البيولوجي في الإمارة، مؤكداً أنه تم تسجيل 20 نوعاً من الثدييات، منها الوشق والثعلب الأحمر والطهر العربي، إضافة إلى 114 نوعاً من الطيور، و28 نوعاً من الزواحف، و714 نوعاً من اللافقاريات، بما في ذلك ثلاثة أنواع تمت تسميتها باسم «الوريعة» نسبة إلى موقع اكتشافها.
وشدد الحمودي على ضرورة التزام إرشادات السلامة عند العثور على حيوانات مفترسة أو خطرة، مثل الاتصال بالخط الساخن المخصص للبلاغات، وترك مسافة آمنة بين الشخص والحيوان، ومراقبته من دون الاقتراب منه حتى وصول الفرق المختصة، لافتاً إلى أن هذا النهج يسهم في الحفاظ على سلامة الأفراد، وتسهيل عمل الفريق البيولوجي في التعامل مع هذه الحالات بكفاءة.
وفي مايو العام الماضي، تمكنت هيئة الفجيرة للبيئة من تحديد موقع تصوير مقطع فيديو متداول لقط الوشق في إمارة الفجيرة، وتوصلت إلى مالكه الذي أبدى تعاونه وسلم الحيوان طوعاً، وسُلم لإحدى حدائق الحيوان بالدولة.
وفي أكتوبر الماضي، استجاب فريق هيئة الفجيرة للبيئة لبلاغ من مواطن عثر على طائر جارح في حالة حرجة قرب مزرعته بمنطقة الحلاة في دبا الفجيرة، وقدّم المواطن الرعاية الأولية للطائر قبل إبلاغ الهيئة، التي أرسلت فريق التنوع البيولوجي لفحصه وتقييم حالته، وتبيّن أن الطائر هو أحد الطيور الجارحة المهاجرة المعروفة بـ«المُرْزَة بَغْثَاء»، التي تمر عبر الإمارات خلال الهجرة الموسمية، وقام الفريق بتركيب حلقة تعريفية على ساق الطائر كجزء من جهود توثيق حركته، ثم أعاد إطلاقه بأمان في البرية.
وفي ديسمبر الماضي، نجحت الهيئة، في إعادة الحوت «برايد» من نوع «بالين» إلى مسار هجرته.
وتم رصد الحوت بالقرب من ميناء الفجيرة، وأُجريت دراسات علمية ومسوحات بحرية لتقييم حالته الصحية وسلوكه وفحص وظائفه الحيوية، التي أثبتت أنه بصحة جيدة، كما راقبت الفرق جودة مياه البحر في محيطه، واستمرت عمليات المراقبة والبحث على مدار الساعة باستخدام تقنيات حديثة لضمان سلامة الحوت، وتأمين عودته إلى مساره من دون التأثير في الحركة الملاحية بالميناء.