تكلفة الزواج المرتفعة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، أصبحت ترهق الكثير من الشباب المقبل على الزواج، ما دفع البعض إلى تبني مبادرات من شأنها خفض التكلفة، حتى لا تكون عائقا أمام الشباب، وفي قرية بني صريد بمركز فاقوس في الشرقية، اقترح كبار القرية تنظيم مبادرة لتيسير الزواج، وإقناع الأهالي بعدم المبالغة في طلباتهم.
يحكي الدكتور فهد شاكر مدرب التنمية البشرية، أحد أهالي القرية ومنظمي المبادرة، أن الفكرة جاءت في إطار التيسير على المقبلين على الزواج وتخفيف الأعباء المادية: «الحاج هاني الشبراوي عمدة القرية وشخصيات عامة، اقترحوا إننا نعمل زي قعدة مع الأسر والشباب، علشان نقدر نوصل لحلول ترضي الطرفين (العريس والعروسة) ونستغنى عن الحاجات اللي ممكن تأثر على الموضوع».
مبادرة لعدم المغالاة في المهر
«أنا بشارك في الجزء التوعوي من المبادرة»، يناقش مدرب التنمية البشرية، مع الأهالي، فكرة أن يكون الزواج مبسطًا دون مغالاة في المهر وأثاث المنزل والأشياء المكلفة التي يمكن عدم شراؤها، بالإضافة إلى طرح أفكار جديدة للمساعدة، وكيفية حل الأمر بالتراضي، بحسب حديث «فهد» لـ«الوطن».
الاستغناء عن الذهب مقابل الفضة
تنطلق المبادرة من منزل «الشبراوي»، يوم الجمعة المقبل، الساعة 4 عصرًا، بدعوة الشخصيات العامة في القرية، وبحضور الآباء والأمهات بشكل ودي: «هدفنا إننا نخفف أعباء الزواج بالتراضي بين الطرفين، وبرضو فكرة الاستغناء عن الذهب، ويكون بداله الفضة».
يوضح «فهد»ـ أن من بين محاور المبادرة التركيز على معايير اختيار شريك الحياة، بعيدا عن الجانب المادي، ثم مناقشة ما يمكن تخفيفه أو إلغائه: «الموضوع مش قانون هنقدر نفرضه على الناس، لكن إحنا بنركز على معايير اختيار الطرفين وأخلاقهم».
«أنا ماسك قضايا البلد إلى حد ما، فبروح للناس وفي ناس بتيجلي تطلب مساعدات»، بتلك الكلمات تحدث هانى الشبراوي عن بداية المبادرة، موضحًا أن هناك بعض الزيجات فشلت، بسبب النيش والشبكة والطلبات الزائدة.
يرى «الشبراوي»، أن الأهالي السبب في الأزمة الحالية: «الأب والأم هما السبب، في أن بنتهم ولا ابنهم يوصلوا لسن معين من غير جواز، والحل إننا نرجع للدين والمنطق والعقل».
عادات غير منطقية تتوراثها الأجيال
«الرسول قال التمسوا ولو خاتما من حديد، نقاطع الشبكة، ونخليها دبلة ومحبس، وبعد ما ربنا يكرم نبقى نجيب»، من وجهة نظر «الشبراوي» يعد الابتعاد عن المغالاة والتكاليف الزائدة والعادات غير المنطقية، مثل «الصباحية»، المتمثلة في إحضار أهل العروس أنواع مختلفة من الدواجن والفطير، لابنتهم في اليوم الثاني بعد حفل الزفاف: «إحنا اللي في إيدينا نحكم العقل».