عادة ما تعيش معاصر الزيتون بجهة فاس مكناس خلال شهر دجنبر من كل سنة ذروة نشاطها، غير أن تراجع إنتاج الزيتون، الذي يسم الجهة هذا العام، جعل معظم هذه الوحدات لاستخلاص زيت الزيتون معطلة عن العمل أو تشتغل بوتيرة محدودة.
وأدى ضعف إنتاج الزيتون بمختلف أقاليم جهة فاس مكناس، فضلا عن ذلك، إلى ارتفاع أسعار زيوت الزيتون إلى مستويات قياسية، زادت نسبتها عن 100 في المائة مقارنة بالموسم الماضي، ما جعل المستهلكين يتخوفون من أن يطال الغش هذه المادة التي تحظى بالإقبال الواسع من طرف الأسر بالجهة.
معاصر معطلة وأسعار ملتهبة
لم يتعد إنتاج الزيتون بجهة فاس مكناس، برسم السنة الجارية، 10 في المائة مقارنة مع سنة عادية، وفق ما أفاد به عبد السلام امضاع، رئيس الجمعية الجهوية لمنتجي الزيتون بجهة فاس مكناس.
وأوضح امضاع، في تصريح لهسبريس، أن ضعف الإنتاج من الزيتون بجهة فاس مكناس راجع إلى تأثر مساحات الزيتون البورية بموجة الجفاف، فضلا عن أن الموسم الحالي أعقب موسما جيدا، موضحا، في هذا السياق، أن أشجار الزيتون غير المسقية عادة ما يتناوب إنتاجها بين الوفير والمتواضع بين كل سنة والتي تليها.
وحول تأثير ضعف إنتاج الزيتون على نشاط وحدات عصر الزيتون بمختلف أقاليم الجهة، أكد المتحدث ذاته أن أزيد من 50 في المائة من المعاصر لم تفتح أبوابها هذه السنة، مشيرا إلى أن المعاصر المزاولة نشاطها تضطر إلى انتظار 4 أو 5 أيام لجمع الكمية المطلوبة من الزيتون لتلبية الطاقة التشغيلية لهذه الوحدات.
وفي ما يتعلق بكلفة زيت الزيتون داخل المعاصر بجهة فاس مكناس، أفاد امضاع بأنها تتراوح ما بين 65 و 70 درهما للتر الواحد، مشيرا إلى أن أسعار ثمار الزيتون بلغت حوالي 14 درهما للكيلوغرام الواحد، بمردودية تناهز 18 لترا من زيت الزيتون للقنطار.
وفي ظل الارتفاع الصاروخي لسعر زيت الزيتون، دعا رئيس الجمعية الجهوية لمنتجي الزيتون بجهة فاس مكناس المستهلكين إلى اقتناء هذه المادة من مصادر معروفة، مثل المعاصر والتعاونيات، مشيرا إلى أن الجشع قد يدفع البعض إلى الغش في هذه المادة الغذائية.
موسم قصير وركود اقتصادي
من جهته، قال مصطفى الهاني، مسير وعضو المجموعة ذات النفع الاقتصادي اللمطة بجماعة عين بوعلي بإقليم مولاي يعقوب، التي تضم في عضويتها 12 تعاونية محلية لإنتاج الزيتون، إنه بالنظر إلى محدودية إنتاج الزيتون بالمنطقة فإن المعصرة العصرية التابعة لمجموعته لم تعد للاشتغال خلال الموسم الحالي.
وأشار الهاني، في تصريح لهسبريس، إلى أن معصرتين عصريتين فقط بجماعة عين بوعلي من أصل 10 معاصر للزيتون هما اللتان استأنفتا نشطاهما برسم الموسم الحالي، موردا أن أسعار زيت الزيتون بمعاصر الجماعة المذكورة تخطت 70 درهما للتر الواحد.
وتوقع مسير المجموعة ذات النفع الاقتصادي اللمطة أن يتراجع الطلب على زيت الزيتون انطلاقا من الشهر المقبل، مبرزا أن المخزون من فائض زيت الزيتون للسنة الماضية ساهم إلى حد كبير في الاستجابة لطلب المستهلكين وتغطية نسبة مهمة من الخصاص.
وأكد مصدر الجريدة أن ضعف إنتاج الزيتون بإقليم مولاي يعقوب وبمختلف أقاليم الجهة الأخرى المعروفة بإنتاج الزيتون، كتاونات وصفرو ومكناس، سيجعل موسم الجني هذا العام قصيرا جدا، بعد أن كان يتواصل على مدى أربعة أشهر، ويساهم في خلق رواج اقتصادي كبير وأيام عمل موسمية تعد بالآلاف.
المصدر: وكالات