القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
– أبو دية للأناضول: ظاهرة جديدة لم تكن موجودة في الماضي
– السياحة تنتعش بالقدس الشرقية بعد جائحة كورونا والذروة العام المقبل
عادة ما تفضل العائلات المسيحية قضاء فترة أعياد الميلاد في منازلها، ولكن إجازات هذه الأعياد تشجع السياحة الإسلامية كذلك إلى مدينة القدس الشرقية.
وتسبق الأعياد المسيحية حركة سياحية أجنبية نشطة، تستأنف بعد انتهاء فترة الأعياد ثم ما تلبث أن تبدأ فترة شهر رمضان لهذا العام، حيث تصل السياحة ذروتها في المدينة المقدسة.
بوادر السياحة النشطة يمكن رؤيتها في أسواق البلدة القديمة من المدينة وما حول أسوارها وفي الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية.
وتحاول القطاعات السياحية في القدس استعادة عافيتها بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بها إثر إغلاق عامي 2019 و2020 وإلى حد ما عام 2021 جراء تفشي جائحة كورونا.
سامي أبو دية، الذي يملك 3 من أكبر الفنادق في القدس بينها الأمبسادور، يقول للأناضول: “بعد عامين من وقف العمل عاد النشاط السياحي إلى ما قبل الجائحة، وبتقديري المدينة بحاجة إلى 20 فندقا إضافيا من أجل استيعاب السياحة الوافدة إليها”.
ويردف: “حاليا، السياحة الوافدة من الولايات المتحدة الأمريكية هي الأقوى تليها القادمة من المكسيك والبرازيل، أما فيما يتعلق بالسياحة الوافدة من أوروبا فهي ليست بالأعداد التي نتوقعها”.
ويلفت أبو دية إلى أنه “خلال فترة أعياد الميلاد الحالية، فإن هناك سياحة إسلامية نشطة وافدة من أوروبا، فكما هو معلوم هناك إجازات خلال فترة الأعياد، وفي تلك الفترة يأتي المسلمون من أوروبا إلى القدس بأعداد كبيرة”.
“خلال فترة الأعياد بأوروبا يأتون إلى القدس، وهذه ظاهرة جديدة لم تكن موجودة في الماضي، ونحن نتحدث عن سياح مسلمين من هولندا وألمانيا وفرنسا”، وفق المتحدث.
ويضيف: “يأتون من هذه الدول بجوازات سفر أوروبية ويزورون المدينة.. الحديث هنا عن آلاف السياح يقيمون فقط بفنادق في القدس الشرقية”.
إلا أن السياحة في القدس الشرقية تواجه معيقات إسرائيلية، إذ تحاول مكاتب السياحة الإسرائيلية تجنيب السياح الأجانب زيارة أسواق البلدة القديمة ذات الأغلبية العربية.
ويشير أبو دية إلى أن نسبة الإشغال بفنادق القدس الشرقية جيدة جدا، سيما وأنها تتزامن مع حركة سياحية نشطة من الولايات المتحدة والمكسيك.
ويرجح رجل الأعمال الفلسطيني قدوم عشرات آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم، بدءا من موعد انتهاء فترة أعياد الميلاد، متوقعا أن تعاود السياحة الوافدة من أوروبا نشاطها خلال العام المقبل.
ويتابع: “الأمر يعتمد على الأوضاع السائدة في أوروبا، فإذا ما تحسنت الأوضاع هناك فإن السياحة النشطة ستعود إلى ما كانت عليه قبل العام 2019”.
ويضيف موضحا: “بطبيعة الحال فإن الأوضاع السائدة حاليا في أوروبا عكست بنفسها على عدد السياح القادمين إلى القدس”.
ومع ذلك، يستدرك قائلا: “نواجه صعوبات في استيعاب السياحة الوافدة إلى القدس في فبراير/شباط ومارس/آذار القادمين، بسبب الارتفاع الكبير في الحجوزات في فنادق القدس الشرقية”.
“نتيجة لذلك فإننا سنتوجه إلى الفنادق في بيت لحم، من أجل استيعاب السياح غير القادرين على استيعابهم في فنادق الشرقية”، وفق أبو دية الذي يقدر وجود أقل من 1400 غرفة فندقية بفنادق القدس الشرقية.
“هذا العدد من الغرف الفندقية غير كاف لاستيعاب الزيادة المضطردة بأعداد السياح، ولذلك تلجأ فنادق القدس إلى بيت لحم المجاورة، وفي بعض الأحيان على فنادق القدس الغربية”، وفق المتحدث.
ويضيف: “السياح بشكل عام يفضلون الفنادق في القدس الشرقية بسبب قربها الشديد من البلدة القديمة التي فيها الأماكن الدينية والتاريخية”.
ويعتبر أبو دية أن القطاع السياحي في القدس الشرقية عاد بشكل كبير إلى ما كان سائدا قبل الجائحة، “لكنه بحاجة على بعض الوقت للتعافي من الخسائر التي تكبدها هذا القطاع”.
ويقول: “عدنا إلى ما قبل جائحة كورونا فأفواج السياح تأتي بكل راحة دون وجود أي إعاقة”، مبينا أن أسعار السياحة في الأراضي المقدسة ارتفعت بنسبة 20-30 بالمئة عما كانت عليه ما قبل الجائحة.
ويتابع: “الحراك السياحي يعود بالفائدة على كل القطاعات في مدينة القدس الشرقية، فوضعنا في المدينة بدون سياحة صعب، ولكن إذا عملت الفنادق فإن الحركة الاقتصادية تنتعش بشكل ملحوظ”.
ويذكر أبو دية أن ذروة النشاط السياحي تبدأ في فبراير/ شباط المقبل وتستمر حتى نهاية العام، “يمكنني القول إنه خلال تلك الفترة فإن نسبة الإشغال في الفنادق بالمدينة تكاد تكون مكتملة”.
ويضيف بهذا الخصوص: “الغرف في تلك الفترة محجوزة منذ الآن”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات