ذات مرة حضر شيخ من حفظة القرآن في البلدة إلى منزل والدها، فطلب منها أن تقرأ ما تيسر له من القرآن، فلما قرأت انبهر بها جميع الحاضرين بما في ذلك الشيخ ووالدها الذي كان عالمًا بموهبتها من قبل، ولكن أصابه العجب وكأنها أول مرة تقرأ فيها.
إسراء أبو الفضل 21 سنة، اكتشف والدها منذ صغرها أن لها صوتًا عذبًا في قراءة القرآن الكريم، فأقبلت على الحفظ، وكانت صاحبة الإذاعة في مدرستها وكل ما يتعلق بالقرآن والأناشيد الدينية، حتى وصلت إلى مرحلة معينة توقفت فيها عن الحفظ فجأة، بسبب بعض الظروف الصحية التي تعرضت لها في المرحلة الثانوية: «بقرأ القرأن من طفولتي وكنت بحفظ في كتَّاب، ولما حفظت حوالي ربع القرآن حصلتلي أزمة صحية فتوقفت»، حسب ما روت لـ«الوطن».
«إسراء» تتجه للرواق الأزهري
لم يقدر للفتاة ابنة محافظة أسوان أن تكمل تعليمها الجامعي، إذ توقف بها الحال عند الحصول على الشهادة الثانوية؛ بسبب صحتها، ولكن رأت بعد 6 أشهر من ذلك أن تعوض عدم الالتحاق بالكلية بسلوك طريق القرآن الكريم: «لما خلصت ثانوي، بدأت أحفظ على إيد الشيخ عبدالوهاب»، ولكن شاءت الظروف أن تتوقفت بعد ذلك بسبب كورونا.
وبعد هذه الرحلة التي امتلأت بكثير من المعاناة ما بين المرض، وعدم الالتحاق بالكلية التي ترغب فيها، وتعلق الحفظ لفترة، لم تمل بل قررت الرجوع مرة أخرى إلى الحفظ، فالتحقت بالرواق الأزهري، بجانب التحاقها بأحد المعاهد المتخصصة في القرآن الكريم وعلومه، وبعد ذلك استطاعت أن تختم القرآن بإحدى الروايات، وبدأت في رواية أخرى: «لما الحظر اتفك بدأت تاني في الحفظ، وقدرت اختمه بالكامل».
«قيثارة السماء» لقب الشيخ محمد رفعت تلقب به «إسراء»
حصلت الفتاة على عدة شهادات وتكريمات في القرآن الكريم بعد ختمها له، فتم تكريمها في مسابقة أقيمت في مركزها، وكرمتها مبادرة «بداية جديدة» التي تهتم بأصحاب المواهب: «أخدت المركز الأول في المسابقة دي، ولقبوني بقيثارة السماء»، وذلك بسبب ما تتمتع به من صوت ذي جمال عالٍ يحاكي صوت الشيخ محمد رفعت.
إسراء وجميع أخواتها يحفظون القرآن
ليست «إسراء» وحيدة والديها، وليست هي الوحيدة أيضًا التي تحفظ القرآن الكريم في أسرتها، إذ حفظه من قبلها أخوها الأكبر وأختها، وكل من يصغرها من أخوة يسيرون على طريق الحفظ أيضًا، يروي والدها لـ«الوطن»: «إسراء ترتيبها التالت في الأسرة وأخوها الكبير خاتم القرآن وشغال محاسب في شركة، وبعديها كانت آية، حصلت على الليسانس وختمت القرآن الكريم، وعندي توأم بنتين في 2 ثانوي، هيختموا القرآن بعد شهر».
تحلم الفتاة العشرينية، أن تسلك طريق قراءة القرآن وحفظه بقراءاته العشر، وتعلم المقامات التي تعينها على تحسين صوتها فيه: «بحاول اتعلم المقامات، ونفسي حد يتبناني إني أتمكن من القراءة»، بجانب ذلك فهي تحب أن تقدم شيئًا يفيد الأطفال في حفظ القرآن الكريم: «نفسي أعرف الآباء إن مهم يحفظوا أولادهم القرآن».