الاهتمام المصري بدأ باليمن في أعقاب ثورة يوليو مباشرة، وحينها وصل شاب مصري هادئ الملامح، يرتدي نظارة طبية وطربوشا وبذلة كلاسيكية، حاملًا اسم محمد مبروك المفتش بوزارة الخارجية، إلا أنه لم يكن سوى الضابط فتحي الديب.
وفي عام 1953 وقع الاختبار على فتحي الديب الضابط بسلاح المظلات، وفور أن بلور الديب ملامح النشاط العربي تم عرض المشهد على زكريا محي الدين، ومن ثم على جمال عبدالناصر، وعلى الفور ذهب لليمن ليقوم بمسؤولية تقديم صورة دقيقة لليمن وتقاطعاته مع الأمن القومي المصري الذي يسمح لضباط يوليو استكشاف معالمه ومحدداته.
والتقى الديب فور وصوله بعدد من العسكريين الثائرين سرًا وحاول رسم خريطة مبدئية للتضاريس اليمينة من إحدى الطائرات التي استقلها ورفع تقاريره للقيادة المصرية التي سرعان ما أوفدت صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة لزيارة اليمن عام 1954.
ومنذ ذلك الحين ومصر تحاول فهم أمور اليمن وتسعى للتعرف على الثوار اليمنين المقيمين في مصر أو الذين يعيشون في اليمن.
جاء ذلك ضمن فيلم وثائقي عرضه برنامج «عن قرب» مع الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «DMC»، لرصد تاريخ أزمات اليمن وصراعاتها الداخلية في القرن الماضي.