مع انطلاق بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب، يبدأ فصل جديد من المنافسة الكروية القارية. البطولة التي تستضيفها الأراضي المغربية تعدّ منصةً للاعبين الأفارقة للتألق، وتسجيل أرقام قياسية جديدة، وتخليد أسمائهم في سجلات هذه المنافسة العريقة. تستعرض هذه المقالة أبرز الأرقام القياسية في تاريخ البطولة، وأكثر اللاعبين تأثيراً، مع نظرة على ما قد يحمله المستقبل.
شهدت كأس أمم أفريقيا عبر تاريخها الطويل، الذي يمتد لأكثر من 60 عامًا، العديد من اللحظات التاريخية والأسماء اللامعة. منذ النسخة الأولى في عام 1957، تطورت البطولة لتصبح واحدة من أهم المسابقات الكروية في العالم، وتستقطب اهتمامًا عالميًا متزايدًا. تتطلع المنتخبات المشاركة في النسخة الحالية إلى ترك بصمتها الخاصة، ومنافسة الأبطال السابقين.
اللاعبون الأكثر مشاركة في كأس أمم أفريقيا
يتصدر كل من ريغوبرت سونغ (الكاميرون) وأحمد حسن (مصر) قائمة اللاعبين الأكثر مشاركة في تاريخ البطولة، برصيد 8 مشاركات لكل منهما. شارك سونغ في الفترة بين 1996 و 2010، بينما امتدت مسيرة حسن بين 1996 و 2010 أيضًا. هذا الإنجاز يعكس التزامهما الدائمين بمنتخبي بلديهما، وقدرتهما على الحفاظ على مستواهما العالي لسنوات طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، نجح كل من أندري آيو (غانا) ويوسف المساكني (تونس) في الوصول إلى 8 مشاركات في النسخات الحديثة من البطولة. يؤكد هذا التنافس المستمر بين الأجيال المختلفة من اللاعبين الأفارقة، ويشير إلى وجود قاعدة عريضة من المواهب القادرة على التألق في هذه المسابقة.
أكثر اللاعبين حصداً للألقاب في كأس أمم أفريقيا
يُعتبر الثنائي أحمد حسن وعصام الحضري (مصر) من بين أكثر اللاعبين تتويجًا بالألقاب في تاريخ كأس أمم أفريقيا. قادا الفراعنة للفوز بثلاثة ألقاب متتالية في الفترة بين 2006 و 2010، بالإضافة إلى لقب سابق في عام 1998. لقد شكلا معًا ركيزة أساسية في حقبة ذهبية لكرة القدم المصرية والأفريقية.
ساهم أحمد حسن بشكل كبير في قيادة خط وسط الميدان، بمهاراته العالية وقدرته على صناعة اللعب. بينما تألق عصام الحضري في حراسة المرمى، بصداته المذهلة وثباته النفسي. هذا التناغم بين اللاعبين كان له دور حاسم في تحقيق هذه الإنجازات التاريخية.
أرقام قياسية فردية أخرى
بالإضافة إلى الأرقام القياسية المتعلقة بالمشاركات والألقاب، هناك العديد من الأرقام الفردية الأخرى التي تستحق الذكر. على سبيل المثال، يحتل بيير نداي مولامبا (زائير سابقًا) صدارة قائمة الهدافين في نسخة واحدة من البطولة، بعد أن سجل 9 أهداف في كأس أمم أفريقيا 1974. كما أن لوران بوكو (ساحل العاج) يحمل الرقم القياسي لأكثر اللاعبين تسجيلاً في مباراة واحدة، بعد أن سجل 5 أهداف في مباراة واحدة عام 1970.
أما بالنسبة لأسرع هدف في تاريخ البطولة، فقد سجله أيمن منصور (مصر) في مرمى الغابون عام 1994، بعد مرور 23 ثانية فقط على بداية المباراة. هذه الأرقام القياسية تعكس القدرات الفردية المذهلة للاعبين الأفارقة، وتضيف المزيد من الإثارة والتشويق إلى البطولة.
صامويل إيتو، نجم الكاميرون السابق، يظل الهداف التاريخي للبطولة برصيد 18 هدفًا، مسجلاً إياها خلال 6 نسخ مختلفة. فاز إيتو بلقبين مع الكاميرون، وحصل على جائزة الحذاء الذهبي مرتين، مما جعله أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كأس أمم أفريقيا.
مع انطلاق النسخة المغربية، من المتوقع أن نشهد محاولات جديدة لتحطيم هذه الأرقام القياسية. سيكون التركيز على اللاعبين الصاعدين، وقدرتهم على تقديم أداء متميز، والتنافس على الألقاب الفردية والجماعية. ستظل البطولة منصةً لإبراز المواهب الأفريقية، وتعزيز مكانة كرة القدم الأفريقية على الساحة العالمية.
من المقرر أن تستمر فعاليات البطولة حتى 12 فبراير 2025، مع توقعات بمنافسة قوية وإثارة كبيرة. سيكون من المهم متابعة أداء المنتخبات المشاركة، وتحديد اللاعبين الذين قد يظهرون بشكل لافت للنظر. كما يجب الانتباه إلى أي تطورات تنظيمية أو لوجستية قد تؤثر على سير البطولة. ستكون النسخة المغربية فرصةً لتقييم مدى استعداد المغرب لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وتقديم صورة إيجابية عن قدراته التنظيمية.
