أكد وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب، أن الفريق يدخل بطولة كأس أمم أفريقيا بعزيمة قوية لتحقيق اللقب القاري، مشيراً إلى أن الهدف لم يتغير منذ انتهاء النسخة الأخيرة في كوت ديفوار. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المدرب اليوم السبت، قبيل مواجهة جزر القمر في افتتاح البطولة غداً الأحد، حيث شدد على أهمية المنافسة القوية التي تنتظر المنتخب في سعيه نحو تحقيق هذا الهدف الطموح.
وأوضح الركراكي أن العمل التحضيري للبطولة انطلق مباشرة بعد كأس أفريقيا الأخيرة، مع التركيز على بناء فريق متكامل قادر على المنافسة في جميع المراحل. وأضاف أن المجموعة بأكملها تدرك المسؤولية الملقاة على عاتقها، وأنها مستعدة لتقديم أفضل ما لديها من أجل إسعاد الجماهير المغربية وتحقيق الإنجاز المطلوب.
التحضيرات والتحديات في كأس أمم أفريقيا
رغم قصر مدة التحضيرات، التي لم تتجاوز أسبوعاً واحداً، أكد الركراكي أن هذا الأمر ينطبق على جميع المنتخبات المشاركة في البطولة. وأشار إلى أن اللاعبين جاهزون ذهنياً وبدنياً للتحدي، وأنهم يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع الضغوطات والمواقف الصعبة التي قد تطرأ خلال المباريات.
وأضاف أن المنتخب يولي أهمية كبيرة للهدوء والصبر والتواضع، مع الحفاظ على الأسلوب الذي ميزه في السنوات الأخيرة. وأكد أن كل مباراة في البطولة لها أهميتها الخاصة، ويتعين على الفريق التعامل معها بتركيز عالٍ وعزيمة قوية.
المشاركة والمنافسة
أشار الركراكي إلى أن الهدف ليس مجرد المشاركة في البطولة، بل المنافسة على اللقب. وقال إن هذا التحول في العقلية يعكس الطموح الكبير الذي يسود المنتخب المغربي، ورغبته في تحقيق إنجازات تاريخية في كرة القدم الأفريقية.
وشدد على أن اللاعبين يدركون أنهم يمثلون المغرب، وهو ما يتطلب منهم بذل قصارى جهدهم وتقديم أداء يليق بالمنتخب الوطني. وأضاف أن الجماهير المغربية تلعب دوراً مهماً في دعم الفريق وتحفيزه، ويتعين على اللاعبين أن يكونوا على قدر المسؤولية.
صراعات المنتخب والأندية الأوروبية
أقر الركراكي بوجود بعض الصراعات مع الأندية الأوروبية بشأن إطلاق لاعبيها للمشاركة في البطولة، لكنه ثمن تعاون بعض الأندية مثل بيتيس الإسباني وفنربخشة التركي في هذا الصدد. وأشار إلى أن هذه الصراعات أمر طبيعي، نظراً لأهمية اللاعبين بالنسبة لفرقهم.
وأضاف أن المفاوضات مع بعض الأندية الأخرى كانت أكثر صعوبة، مثل مانشستر يونايتد وروما، لكنه في النهاية تمكن من حسم الأمر لصالح المنتخب. وأكد أن الأولوية دائماً هي للمنتخب الوطني، وأن اللاعبين مستعدون لتمثيل بلادهم بكل فخر واعتزاز.
الضغط والتوقعات
وعن الحديث المتزايد حول الضغط المفروض عليه من أجل التتويج باللقب، اعتبر الركراكي أن هذا الضغط موجود، لكنه إيجابي. وأوضح أنه منذ توليه مهمة تدريب المنتخب، عمل على تغيير العقلية السائدة، والانتقال من منطق الاكتفاء بالمشاركة إلى عقلية المنافسة على الألقاب.
وأضاف “لا أواجه أي ضغط، فمنذ وصولي كنت أريد تغيير العقلية السائدة. كنا نأمل فقط المشاركة، ولكنّنا الآن نطمح إلى التنافس على الألقاب”. وأشار إلى أن هذا التحول في العقلية يعكس التغيير الشامل الذي يشهده المغرب في جميع المجالات، ليس فقط في كرة القدم. وأكد أن المنتخب يمثل المغرب الجديد، الذي يؤمن بقدراته وطموحاته.
كما دعا الركراكي الجماهير إلى لعب دورها الحقيقي في دعم الفريق وتشجيعه داخل المدرجات، بعيدًا عن التركيز على التقاط الصور والسيلفيات فقط. وأوضح أن دعم الجماهير هو الدافع الأكبر للاعبين، ويتعين عليهم أن يكونوا مثالاً يحتذى به في التشجيع والروح الرياضية.
وفيما يتعلق بجاهزية اللاعبين، أكد الركراكي أن مشاركة أشرف حكيمي في مباراة الافتتاح ستُحسم في اللحظات الأخيرة، مشيرًا إلى أنه قريب من الجاهزية. وأشار إلى أن الفريق يولي اهتماماً خاصاً بالإعداد البدني والفني للاعبين، ويتأكد من أنهم في أفضل حالاتهم قبل كل مباراة. ويتوقع أن يشهد المنتخب المغربي منافسة قوية في البطولة، وأن يتطلب تحقيق الفوز بذل جهود مضاعفة وتقديم أداء متميز.
من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة المزيد من التطورات المتعلقة ببطولة كأس أمم أفريقيا، بما في ذلك الإعلان عن التشكيلات الأساسية للمنتخبات المشاركة، وتقديم المزيد من التحليلات والتوقعات حول نتائج المباريات. وسيكون من المهم متابعة أداء المنتخب المغربي عن كثب، وتقييم فرصته في تحقيق اللقب القاري.