أعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم السبت، عن إحباط عملية تهريب كبيرة لكميات من حبوب الكبتاغون المخدرة، والتي كانت متجهة إلى المملكة العربية السعودية. وبلغت الكمية المضبوطة 26 ألف حبة، وفقًا لبيان رسمي صادر عن الوزارة. يأتي هذا الإجراء في إطار جهود مكافحة المخدرات المتزايدة في سوريا، والتي تهدف إلى الحد من انتشار هذه الآفة وتأمين البلاد.
جهود متواصلة لمكافحة تهريب الكبتاغون
أفادت إدارة مكافحة المخدرات السورية بأنها رصدت العملية من خلال جمع معلومات استخباراتية ومتابعة ميدانية دقيقة. وقد تم العثور على الحبوب مخبأة داخل سرير معدني في كراج للبولمان بمدينة حماة، وتم إخفاؤها ببراعة ضمن مفرش خشبي بهدف التمويه وتسهيل عملية التهريب، وفقًا للبيان.
تفاصيل عملية الضبط
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة فورًا، بما في ذلك مصادرة الشحنة المضبوطة. وتواصل السلطات السورية تحقيقاتها لتحديد هوية جميع المتورطين في هذه العملية وتقديمهم للعدالة، بحسب ما ذكرته وزارة الداخلية. وتشمل التحقيقات البحث عن شبكات التهريب التي تقف وراء هذه المحاولة.
يأتي هذا الإحباط بعد فترة شهدت تقليلاً نسبيًا في عمليات تهريب المخدرات من سوريا، بالمقارنة مع السنوات التي سبقت التغيرات السياسية الأخيرة. ومع ذلك، لا تزال بعض محاولات التهريب مستمرة، مما يستدعي بذل المزيد من الجهود لمكافحة هذه الظاهرة.
الكبتاغون: تاريخ من المشاكل
تعتبر مادة الكبتاغون المخدرة من المواد التي كانت مرتبطة بشكل وثيق بأنشطة غير قانونية في سوريا. ووفقًا لتقديرات حكومية بريطانية سابقة، كان النظام السابق في سوريا مسؤولاً عن حوالي 80% من الإنتاج العالمي لهذه المادة. وكانت عائدات تجارة الكبتاغون تشكل مصدرًا رئيسيًا للدخل للنظام وعائلته.
وتشير التقديرات إلى أن القيمة السنوية لتجارة الكبتاغون العالمية تصل إلى حوالي 10 مليارات دولار. وكان يُعتقد أن عائلة الأسد كانت تحقق أرباحًا سنوية تقدر بحوالي 2.4 مليار دولار من هذه التجارة غير المشروعة، وفقاً لتقارير إخبارية سابقة.
بعد التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا، بدأت الإدارة الجديدة في اتخاذ خطوات جادة للقضاء على تجارة المخدرات، والتي كانت تعتبر من أبرز المشاكل التي تواجه البلاد. وتشمل هذه الخطوات تشديد الرقابة على الحدود، وتفكيك شبكات التهريب، وملاحقة المتورطين في هذه الأنشطة. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مستمرة لتقديم المساعدة لإعادة تأهيل المدمنين وتوعية المجتمع بمخاطر المخدرات.
يُذكر أن المملكة العربية السعودية تعتبر من الوجهات الرئيسية لتهريب الكبتاغون من سوريا. ومن المتوقع أن تواصل السلطات السعودية تعاونها مع الجانب السوري لمكافحة هذه الظاهرة وحماية المجتمع من أضرارها. وتعتبر مكافحة المخدرات أمن قومي بالنسبة للسعودية.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات السورية في القضية لفترة من الوقت، بهدف كشف كافة ملابساتها وتحديد هوية جميع المتورطين. وستشمل التحقيقات تتبع مسار الشحنة المضبوطة، وتحديد مصادر الكبتاغون، والكشف عن الشبكات التي تقف وراء عملية التهريب. وستراقب الجهات المعنية عن كثب أي تطورات جديدة في هذا الملف، خاصةً فيما يتعلق بجهود مكافحة المخدرات وتعزيز التعاون الإقليمي.