أطلق مجلس الصحة الخليجي اليوم الاثنين حملة توعية شاملة بعنوان “وقف الصداع” تهدف إلى زيادة الوعي العام حول أنواع الصداع الشائعة، وأسبابها، وطرق الوقاية الفعالة، مع التركيز بشكل خاص على مخاطر الصداع الناتج عن الإفراط في المسكنات. تأتي هذه المبادرة في ظل ارتفاع معدلات انتشار الصداع وتأثيره السلبي على جودة حياة الأفراد في دول الخليج.
تهدف الحملة إلى الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع، بما في ذلك الطلاب، والموظفين، والعاملين في القطاعات التي تتطلب جهداً ذهنياً وعاطفياً كبيراً، بالإضافة إلى الشباب والبالغين بشكل عام. وستركز على توفير معلومات دقيقة وموثوقة حول كيفية التعامل مع الصداع بشكل صحيح وتجنب الاعتماد المفرط على الأدوية.
فهم أنواع الصداع والوقاية منه
تعتبر معرفة أنواع الصداع المختلفة خطوة أساسية نحو العلاج والوقاية الفعالة. تشمل الأنواع الرئيسية الصداع النصفي، والصداع التوتري، والصداع العنقودي، بالإضافة إلى الصداع الناتج عن الإفراط في المسكنات. وفقاً لمجلس الصحة الخليجي، يؤثر الصداع على ما يقرب من 40% من السكان عالمياً، ويعد الصداع النصفي من أكثر الاضطرابات التي تؤثر على جودة الحياة لدى الفئة العمرية بين 15 و 49 عاماً.
أسباب الصداع الشائعة
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في ظهور الصداع، بما في ذلك الإجهاد والتوتر، وقلة النوم، والجفاف، والإفراط في تناول الكافيين، والتعرض لفترات طويلة للشاشات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب بعض العوامل الوراثية والبيئية دوراً في زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من الصداع.
مخاطر الإفراط في استخدام المسكنات
تحذر الحملة بشكل خاص من خطر الصداع الناتج عن الإفراط في المسكنات، والذي يحدث نتيجة الاستخدام المتكرر للأدوية لتخفيف الألم. يؤدي الاستخدام المفرط للمسكنات إلى تغيير طريقة معالجة الدماغ للألم، مما قد يؤدي إلى تفاقم الصداع وزيادة حدته. ينصح المجلس بالالتزام بالجرعات الموصى بها واستشارة الطبيب قبل تناول أي دواء بشكل منتظم.
الحملة التوعوية: أدوات وموارد
تتضمن الحملة مجموعة متنوعة من الأدوات والموارد التوعوية، بما في ذلك اختبار معرفي عبر الإنترنت يساعد الأفراد على تقييم معرفتهم بأنواع الصداع وتلقي نصائح مخصصة. كما توفر الحملة دليلاً إرشادياً شاملاً ومحتوى تثقيفياً متعدد الوسائط يسلط الضوء على مسببات الصداع وطرق الوقاية منه. ستتوفر هذه المواد عبر الإنترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك، ستركز الحملة على تصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الصداع وتعزيز ثقافة استشارة الطبيب. يؤكد المجلس على أهمية الحصول على تشخيص دقيق وتلقي العلاج المناسب من قبل متخصص.
تشير الدراسات إلى أن زيادة استهلاك الكافيين بمقدار 100 ملغ يومياً يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالصداع النصفي بنحو 5%، بينما يمكن أن يساهم شرب الماء بانتظام وممارسة الرياضة في تقليل النوبات بنسبة تصل إلى 40%. هذه المعلومات تؤكد على أهمية تبني نمط حياة صحي للوقاية من الصداع.
من المتوقع أن تستمر حملة “وقف الصداع” لعدة أشهر، مع خطط لتوسيع نطاقها ليشمل المزيد من الفئات العمرية والمجتمعات في دول الخليج. سيتم تقييم فعالية الحملة من خلال قياس مستوى الوعي العام حول الصداع وتغير السلوكيات المتعلقة باستخدام المسكنات. وستعتمد الخطوات المستقبلية على نتائج هذا التقييم.
