أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن ترحيبه بإنهاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب “قانون قيصر”، معرباً عن شكره للولايات المتحدة وقطر والسعودية وتركيا لدعمهم هذا الإجراء. يأتي هذا الإعلان بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2026 والذي يتضمن إلغاء هذه العقوبات، مما يفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا بعد سنوات من الصعوبات الاقتصادية والسياسية. هذا التطور يمثل نقطة تحول محتملة في مسار البلاد نحو الاستقرار والتعافي.
رفع عقوبات “قانون قيصر” عن سوريا: بداية حقبة جديدة؟
أكد الرئيس الشرع في خطاب متلفز بُث عبر منصة “إكس” أن هذا اليوم يمثل بداية حقبة جديدة لسوريا، مشيداً بصبر الشعب السوري وتضحياته على مدار 14 عاماً. وأشار إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل جهود السوريين ودعم الأشقاء والأصدقاء. وشدد على أهمية العمل المشترك لبناء سوريا ورفعته.
وتأتي هذه الخطوة بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، حيث لعبت قطر والسعودية دوراً بارزاً في دعم الحكومة الانتقالية برئاسة الشرع، والضغط على الولايات المتحدة لإعادة النظر في العقوبات. كما ساهمت تركيا في جهود الاستقرار الإقليمي، مما سهل عملية رفع العقوبات.
دور الدعم الإقليمي والدولي
أعربت وزارة الخارجية القطرية عن أملها في أن يشجع هذا القرار التعاون الدولي على نطاق أوسع لإعادة إعمار سوريا وتقديم المساعدة للشعب السوري، وفقاً لبيان رسمي صادر عن الوزارة. كما أكدت الخارجية السعودية أن إلغاء العقوبات سيدعم الاستقرار والازدهار والتنمية في سوريا، معربة عن ثقتها في قدرة الشعب السوري على تحقيق تطلعاته.
من جهته، صرح الرئيس ترامب بأن حكومة الرئيس الشرع أظهرت تعاوناً كبيراً في مكافحة الإرهاب، وخاصةً تنظيم “داعش”، وأن رفع العقوبات يأتي في إطار دعم هذه الجهود. هذا التعاون الأمني كان أحد العوامل الرئيسية التي أقنعت الإدارة الأمريكية بإعادة تقييم سياستها تجاه سوريا.
ويأتي قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2026 كثمرة لمفاوضات مكثفة بين الكونجرس والإدارة الأمريكية، حيث تم إدراج بند إلغاء العقوبات على سوريا كجزء من حزمة إصلاحات أوسع نطاقاً. هذا القانون يمثل التزاماً رسمياً من الولايات المتحدة بدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا.
التحديات المستقبلية وإعادة الإعمار
على الرغم من رفع العقوبات، لا تزال سوريا تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية، ونزوح الملايين من السكان، وتدهور الأوضاع الاقتصادية. إعادة الإعمار ستتطلب جهوداً دولية ضخمة واستثمارات كبيرة في مختلف القطاعات.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة إعادة إعمار سوريا قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات. بالإضافة إلى ذلك، يجب معالجة قضايا المصالحة الوطنية، وإعادة دمج اللاجئين والنازحين، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية.
من المتوقع أن تعقد الأمم المتحدة مؤتمراً للمانحين في الأشهر القليلة القادمة لجمع التبرعات اللازمة لإعادة إعمار سوريا. كما ستلعب قطر والسعودية وتركيا دوراً محورياً في تقديم الدعم المالي والتقني للحكومة السورية.
يبقى مستقبل سوريا غير مؤكد، ولكن رفع عقوبات “قانون قيصر” يمثل خطوة إيجابية نحو الاستقرار والتعافي. سيكون من المهم مراقبة التطورات السياسية والاقتصادية في البلاد، وتقييم مدى فعالية جهود إعادة الإعمار، والتأكد من أن الشعب السوري يتمتع بفرصة حقيقية لبناء مستقبل أفضل.
