شهدت الدوحة اليوم، 18 ديسمبر 2025، احتفالات ضخمة بمناسبة اليوم الوطني القطري، تضمنت مسيرًا عسكريًا وبحريًا وجويًا مبهرًا على كورنيش الدوحة. وقد ترأس أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فعاليات المسير الذي يمثل تجسيدًا لفخر الوطن ووحدته، بحضور كبار المسؤولين والشيوخ والضيوف.
وقد بدأ الاحتفال بعزف النشيد الوطني وإطلاق 18 طلقة مدفعية، تلاها استعراض للقوات المسلحة القطرية، بما في ذلك عرض جوي للقوات الجوية الأميرية، وعرضًا للقوات البحرية، بالإضافة إلى مشاركة واسعة من مختلف القطاعات الأمنية والعسكرية.
استعراض القوة في اليوم الوطني القطري
شمل المسير العسكري استعراضًا لقدرات القوات الجوية الأميرية القطرية، والتي تضمنت طائرات النقل الاستراتيجي والمروحيات والمقاتلات الحربية. كما تم عرض أحدث التقنيات في مجال الصناعات البحرية الدفاعية، بالإضافة إلى بطارية الدفاع الساحلي المجهزة بمنظومات هجومية ودفاعية متطورة، مما يعكس التزام قطر بتعزيز قدراتها الدفاعية وحماية أمنها.
بالإضافة إلى ذلك، شارك في المسير فرق المشاة التابعة لوزارة الدفاع، من القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي الأميري، وقوات الشرطة العسكرية، ووحدات الحرس الأميري والقوات الخاصة المشتركة لمكافحة الإرهاب. وقد استعرضت الإدارات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، والكليات والمعاهد العسكرية، فرق مكافحة الشغب، بالإضافة إلى عرض الآليات والمعدات الحديثة والدوريات والمروحيات والمنظومات الأمنية المتكاملة.
مشاركة دولية تعزز الفعاليات
ولم يقتصر المسير على المشاركة القطرية فحسب، بل شهد أيضًا مشاركة فرق موسيقية دولية من سلطنة عُمان، والأردن، وتركيا، وكازاخستان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية. كما شارك أشبال الحرس الأميري ومجموعة الخيالة والهجانة التابعة للحرس الأميري، مما أضفى على الاحتفال لمسة من التراث والثقافة القطرية.
ويأتي هذا الاحتفال في إطار حرص دولة قطر على إحياء ذكرى تأسيسها، التي تعود إلى 18 ديسمبر 1878، عندما أرسى الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، قواعد الدولة الحديثة، ووحّد الكيان القطري. ويعتبر هذا التاريخ بمثابة رمز للوحدة الوطنية والاستقلال والتقدم.
ويحمل شعار اليوم الوطني القطري لهذا العام “بكم تعلو ومنكم تنتظر”، وهو مقتبس من كلمة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي وجّهها للشباب خلال زيارته لجامعة قطر عام 2016. ويعكس هذا الشعار الثقة الكبيرة التي توليها القيادة القطرية للشباب، ودورهم المحوري في بناء مستقبل الوطن ورفعته.
وتشهد دولة قطر في هذه المناسبة الوطنية تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية في مختلف أنحاء البلاد، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية والفخر بالهوية القطرية. وتشمل هذه الفعاليات عروض الألعاب النارية، والمعارض الفنية، والفعاليات الرياضية، والأنشطة التراثية، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات المجتمعية التي تهدف إلى إشراك جميع أفراد المجتمع في الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة.
من المتوقع أن تستمر الاحتفالات بالاليوم الوطني لعدة أيام، مع التركيز على إبراز الإنجازات التي حققتها دولة قطر في مختلف المجالات، وتعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن. وستشهد الفترة القادمة إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تركز على بناء اقتصاد مستدام ومتنوع، وتعزيز التنمية الاجتماعية والثقافية، وتحقيق الازدهار والرفاهية لجميع المواطنين والمقيمين. وستظل هذه الاحتفالات بمثابة تذكير دائم بأهمية الوحدة الوطنية والعمل الجاد من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وتشير التوقعات إلى استمرار دولة قطر في الاستثمار في تطوير قدراتها العسكرية والأمنية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار. ومن المهم متابعة التطورات الإقليمية والدولية، وتقييم تأثيرها على الأمن القومي لدولة قطر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها الوطنية.