يترقب عشاق كرة القدم العربية والمغربية مشاركة المنتخب الجزائري في بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 التي تستضيفها المغرب، وذلك بعد فترة من التذبذب في النتائج. يسعى “محاربو الصحراء” لاستعادة مكانتهم كقوة كروية قارية، وتحقيق إنجاز يرضي طموحات الجماهير بعد خروجهم المبكر من النسختين الأخيرتين للبطولة.
يثير الهدف الذي حدده الاتحاد الجزائري لكرة القدم للمنتخب جدلاً واسعاً، حيث يكتفي بالتأهل إلى الدور الثاني كحد أدنى. يرى البعض أن هذا الطموح متواضع ولا يليق بتاريخ المنتخب الجزائري، بينما يدافع آخرون عن هذا التوجه باعتباره واقعياً في ظل الظروف الحالية.
الجزائر وكأس أمم أفريقيا: هل يتحقق الحلم القاري؟
لم يحسم المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش هذا الجدل، مؤكداً أن الهدف هو الفوز بكل مباراة والتقدم لأبعد نقطة ممكنة. وصف المحلل الرياضي منير واصل هذا التصريح بأنه دبلوماسي يهدف إلى تخفيف الضغط على اللاعبين.
بالنظر إلى التاريخ، لا يملك المنتخب الجزائري سجلاً قارياً حافلاً بالمقارنة مع منتخبات مثل مصر والكاميرون وغانا. فاز باللقب مرتين فقط (1990 و 2019)، وبلغ النهائي مرة واحدة عام 1980، وحل ثالثاً مرتين (1984 و 1988).
خلال 20 مشاركة في البطولة، خاض “الخضر” 80 مباراة، حققوا الفوز في 28 منها، وتعادلوا في 24، وخسروا مثلها، مسجلين 97 هدفاً مقابل استقبال 93.
سجل تاريخي متفاوت
تتميز تتويجات 1990 و 2019 بتشابه رقمي، حيث سجل المنتخب 13 هدفاً في كل نسخة. ومع ذلك، حقق اللقب الأول في 5 مباريات كلها انتصارات، بينما احتاج في نسخة مصر إلى 7 مباريات.
يعتبر استضافة المغرب للبطولة ميزة إضافية للمنتخب الجزائري، حيث اعتاد الفريق على تقديم أداء جيد في أجواء شمال أفريقيا. تذكر الجماهير بفخر النسخة التي استضافتها الجزائر عام 1990، والتي توج فيها الفريق باللقب.
تضم قائمة اللاعبين التي أعلن عنها بيتكوفيتش مزيجاً من الخبرة والشباب، مع وجود 16 لاعباً شاركوا في نسخة 2023، و10 لاعبين في نسخة 2021، و7 لاعبين توجوا بلقب 2019. يظل رباعي اللاعبين المخضرمين، رياض محرز وإسماعيل بن ناصر وغيرهم، ركيزة أساسية في الفريق.
التحديات التي تواجه المنتخب الجزائري
يرى المحللون أن المنتخب الجزائري يمتلك مجموعة متوازنة قادرة على المنافسة بقوة في البطولة. ومع ذلك، يثير مركز حراسة المرمى بعض القلق، خاصة مع استدعاء أنتوني ماندريا الذي ينشط في دوري الدرجة الثالثة الفرنسية.
يجب على الفريق استخلاص الدروس من الإخفاقين السابقين وتجنب الاستهانة بأي من المنتخبات المنافسة. التأهل إلى الدور الثاني يظل مفتاحاً لتحقيق أي طموحات أخرى.
يتوقع الكثيرون أن يكون المهاجم محمد الأمين عمورة أحد أبرز نجوم المنتخب في البطولة، نظراً لقدراته التهديفية العالية. يأمل عمورة في مواصلة تألقه وقيادة الفريق نحو تحقيق اللقب.
يستهل المنتخب الجزائري مشواره في البطولة بمواجهة السودان يوم 24 ديسمبر، ثم بوركينا فاسو في 28 ديسمبر، وأخيراً غينيا الاستوائية في 31 ديسمبر. ستكون هذه المباريات بمثابة اختبار حقيقي لقدرات الفريق وتحديداً فرصته في التأهل إلى الدور التالي.
تعتبر بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 فرصة للمنتخب الجزائري لإعادة كتابة تاريخه القاري واستعادة هيبته. يبقى السؤال المطروح: هل يتمكن “محاربو الصحراء” من تحقيق هذا الهدف؟ ستكشف الأيام القادمة عن الإجابة.
من المتوقع أن يعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن خطة دعم إضافية للمنتخب قبل انطلاق البطولة. كما يتوقع أن يشهد حضور الجماهير الجزائرية في المغرب إقبالاً كبيراً، مما سيمنح الفريق دعماً معنوياً إضافياً. يبقى الترقب سيد الموقف، وكل الأنظار متجهة نحو أداء المنتخب الجزائري في هذه النسخة الهامة من البطولة.
