ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، آخر التطورات الإقليمية والدولية، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى اليوم الأربعاء. وتأتي هذه المحادثات في إطار تعزيز العلاقات السعودية الفرنسية الاستراتيجية، وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التحديات الأمنية والاقتصادية في المنطقة.
أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن الاتصال الهاتفي بين الوزيرين يأتي بعد محادثات مماثلة جرت الأسبوع الماضي بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مما يؤكد على أهمية التنسيق المستمر بين الرياض وباريس.
تعزيز التعاون الثنائي في ظل مستجدات إقليمية
تولي السعودية وفرنسا أهمية كبيرة لتطوير التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الدفاع والأمن والاقتصاد. وتعتبر فرنسا شريكًا رئيسيًا للمملكة في مجال التسليح، خاصة في القطاعات البحرية والجوية، وفقًا لبيانات وزارة الاقتصاد والمال الفرنسية. وتشير التقارير إلى أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين بلغت 7.6 مليار يورو في عام 2024، باستثناء الصفقات العسكرية.
أبعاد التعاون الأمني والدفاعي
ترتبط السعودية وفرنسا باتفاقية أمنية شاملة تغطي مجالات قوى الأمن والدفاع. وتشمل هذه الاتفاقية التعاون في تبادل الخبرات والمعلومات، وتنظيم الدورات التدريبية المشتركة، وتطوير القدرات العسكرية. وتعتبر هذه الشراكة ضرورية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف.
“رؤية 2030” وفرص الاستثمار الفرنسي
تتابع فرنسا عن كثب المشاريع الضخمة التي تندرج ضمن برنامج “رؤية 2030” الطموح، والذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط. وتسعى الشركات الفرنسية إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية والسياحة. ومع ذلك، تواجه الشركات الفرنسية منافسة متزايدة من الولايات المتحدة والصين ودول أوروبية أخرى، مثل إيطاليا، التي تسعى أيضًا إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، يركز الجانبان على التعاون في مجالات الطاقة، حيث تسعى فرنسا إلى تعزيز استثماراتها في مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة، بما يتماشى مع أهدافها المناخية. وتعتبر السعودية من أكبر منتجي النفط في العالم، وتسعى إلى تطوير مصادر الطاقة البديلة وتنويع مزيج الطاقة لديها.
القضايا الإقليمية والدولية في صلب المباحثات
تبادل وزيرا الخارجية وجهات النظر حول آخر المستجدات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأوضاع في اليمن وسوريا وفلسطين. وتشترك السعودية وفرنسا في رؤية مشتركة حول أهمية تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية. كما ناقشا التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، مثل تغير المناخ والإرهاب والجائحة.
وتؤكد المصادر الدبلوماسية أن المباحثات بين الرياض وباريس تهدف إلى تنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات المشتركة. وتعتبر العلاقات الفرنسية السعودية حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
من الجدير بالذكر أن فرنسا تدعم جهود المملكة في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي. وتعتبر المملكة شريكًا استراتيجيًا لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط، وتلعب دورًا مهمًا في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
من المتوقع أن تستمر المشاورات والتنسيق بين الرياض وباريس في المستقبل القريب، بهدف تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وستركز المباحثات القادمة على متابعة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة، واستكشاف فرص جديدة للتعاون في مختلف المجالات. وينبغي مراقبة التطورات الإقليمية والدولية، وتقييم تأثيرها على العلاقات السعودية الفرنسية، وتحديد الخطوات اللازمة لتعزيزها.
