يعوّل منتخب تونس لكرة القدم في مشاركته ببطولة كأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب في ديسمبر 2025 ويناير 2026، على مزيج من الخبرة والشباب في سعيه لاستعادة أمجاده القارية. ويطمح المنتخب التونسي، الذي يشارك في البطولة للمرة الثانية والعشرين، إلى تقديم أداء قوي في المجموعة الثالثة التي تضم نيجيريا وأوغندا وتنزانيا. تعتبر بطولة كأس أمم أفريقيا فرصة مهمة لـ منتخب تونس لإثبات قدراته والتنافس على اللقب.
تقام البطولة في المغرب في الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026، ويشارك فيها 24 منتخباً أفريقياً. أوقعت القرعة المنتخب التونسي في مجموعة صعبة، مما يزيد من التحدي أمامه لتحقيق التأهل إلى الدور التالي. تعتبر هذه المشاركة فرصة لتقييم مستوى الفريق والاستعداد للمنافسات المستقبلية، بما في ذلك التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
إلياس السخيري.. رئة الوسط وخزان الخبرة
يبقى لاعب الوسط إلياس السخيري (30 عامًا) أحد الركائز الأساسية في منتخب تونس، بفضل ثباته وتأثيره التكتيكي الكبير في خط الوسط. يُعد السخيري خامس أكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب برصيد 74 مباراة دولية، مما يجعله عنصراً أساسياً في تشكيلة المدرب.
وُلد السخيري في فرنسا لأب تونسي وأم فرنسية، وبدأ مسيرته الكروية في نادي مونبيلييه قبل أن ينتقل إلى كولون الألماني في عام 2019. في صيف 2023، انضم إلى آينتراخت فرانكفورت، حيث واصل تقديم أداء متميز ومساهمته الفعالة في نتائج الفريق.
تُوج السخيري بجائزة أفضل لاعب تونسي لعام 2021، مما يعكس قيمته الفنية ومساهمته في كرة القدم التونسية. تُقدر قيمته السوقية حاليًا بـ 5.7 مليون يورو، وهو ما يؤكد مكانته كأحد أبرز اللاعبين في الدوري الألماني.
طموح كسر الانتظار وتصحيح المسار
يدخل منتخب تونس بطولة أمم أفريقيا 2025 بطموح كبير لإنهاء فترة طويلة من الانتظار وتحقيق اللقب القاري. بعد الخروج المخيب للآمال من دور المجموعات في النسخة الأخيرة في كوت ديفوار، يسعى الفريق إلى تصحيح المسار واستعادة مكانته بين كبار المنتخبات الأفريقية.
يستمد الفريق معنوياته من تأهله المبكر إلى نهائيات كأس العالم 2026، مما يعكس التقدم الذي يحرزه تحت قيادة المدرب سامي الطرابلسي. يعتبر التأهل لكأس العالم حافزًا إضافيًا للاعبين لتقديم أفضل ما لديهم في بطولة أمم أفريقيا.
مجموعة صعبة وماض مبشر
تعتبر المجموعة الثالثة التي تضم منتخب تونس، ونيجيريا، وأوغندا، وتنزانيا، مجموعة صعبة للغاية. تاريخيًا، كانت المواجهات مع نيجيريا دائمًا ما تكون حاسمة، حيث فازت تونس في مباراتين مقابل ثلاث انتصارات لنيجيريا في 6 مواجهات سابقة في كأس أمم أفريقيا.
تعد هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها المنتخب التونسي مع تنزانيا في البطولة، بينما سبق له أن فاز على أوغندا في نسختي 1962 و1978. يتطلب التأهل من هذه المجموعة بذل جهد كبير وتقديم أداء قوي في جميع المباريات.
يشارك منتخب تونس في كأس أمم أفريقيا للمرة الـ 17 على التوالي، وهو رقم قياسي يعكس استقراره وتواجده الدائم في البطولة. خاض الفريق خلال هذه المشاركات 83 مباراة، حقق خلالها 25 فوزًا و30 تعادلًا، وسجل 100 هدف.
يستهل المنتخب التونسي مشواره في البطولة بمواجهة أوغندا في 23 ديسمبر في الرباط، ثم يلتقي نيجيريا في فاس، ويختتم دور المجموعات بمواجهة تنزانيا في 30 ديسمبر. تعتبر هذه المباريات الثلاثة حاسمة لتحديد فرص الفريق في التأهل إلى الدور التالي.
من المتوقع أن تشهد البطولة منافسة قوية بين المنتخبات الأفريقية، وأن تكون هناك مفاجآت غير متوقعة. سيكون أداء منتخب تونس في هذه البطولة مؤشرًا على مستواه الحقيقي وقدرته على المنافسة على الألقاب في المستقبل. ستكون متابعة أداء الفريق في البطولة مهمة لتقييم مستوى اللاعبين وتحديد الخطوات التالية لتطوير كرة القدم التونسية.
