حذرت كل من شركتي “غوغل” و”آبل” موظفيهما الحاصلين على تأشيرات عمل أمريكية من السفر خارج الولايات المتحدة، وذلك بسبب تأخيرات كبيرة في معالجة طلبات تجديد التأشيرات الأمريكية في سفارات وقنصليات واشنطن حول العالم. وقد أثرت هذه المشكلة على العديد من العاملين في قطاع التكنولوجيا، مما قد يعرقل عملياتهم ويعرض موظفيهم لخطر عدم القدرة على العودة إلى الولايات المتحدة في الوقت المحدد. يأتي هذا التحذير في وقت تزايدت فيه القيود على الهجرة والعمل في الولايات المتحدة.
تأخيرات غير مسبوقة في الحصول على التأشيرات الأمريكية
تتعامل الشركات والموظفون مع فترات انتظار طويلة بشكل غير عادي للحصول على مواعيد لتجديد أو ختم التأشيرات. تشير تقديرات شركات المحاماة المتخصصة في قضايا الهجرة إلى أن بعض السفارات والقنصليات قد تستغرق ما يصل إلى 12 شهرًا لتحديد موعد، وهو ما يمثل صعوبة كبيرة على الموظفين الذين يحتاجون للسفر لأغراض شخصية أو مهنية. هذه التأخيرات تؤثر بشكل خاص على حاملي تأشيرات العمل المؤقتة.
أسباب التأخير في معالجة التأشيرات
هناك عدة عوامل ساهمت في هذه التأخيرات. وفقًا لتقارير إعلامية، فإن إضافة متطلبات فحص جديدة، بما في ذلك التدقيق المكثف في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للمتقدمين، قد أبطأت العملية بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، تسببت السياسات الأكثر صرامة التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تهدف إلى الحد من الهجرة، في زيادة الضغط على النظام القنصلي. وتشمل هذه السياسات زيادة التدقيق في طلبات تأشيرات العمل، خاصة تلك المتعلقة بالوظائف التي تتطلب مهارات عالية.
تعود جذور هذه المشكلة إلى فترة ما قبل الجائحة، حيث بدأت بعض السفارات والقنصليات في تقليل عدد الموظفين أو تغيير إجراءات العمل. ومع تفاقم الوضع بسبب الجائحة والإغلاقات، تراكمت الطلبات بشكل كبير، مما أدى إلى التأخيرات الحالية. الهجرة إلى أمريكا تواجه تحديات متزايدة.
تأثير التحذيرات على موظفي التكنولوجيا
نصحت شركة “ألفابت”، الشركة الأم لـ “غوغل”، موظفيها في سبتمبر الماضي بتجنب السفر إلى الخارج قدر الإمكان، وحثت بشكل خاص أولئك الذين يحملون تأشيرات عمل على البقاء داخل الولايات المتحدة. تأتي هذه النصيحة تحسبًا لأي تعقيدات قانونية أو إجرائية قد تمنع عودتهم إلى الولايات المتحدة. وباتباع تحذيرات مماثلة، تسعى “آبل” لحماية عملياتها وضمان قدرة موظفيها على الاستمرار في العمل دون انقطاع.
ويأتي هذا في ظل سياسات ترامب المتشددة بخصوص ترحيل المهاجرين غير النظاميين والتضييق على النظاميين والزوار. وقد أصدر ترامب مؤخرًا مرسومًا يفرض قيودًا جديدة على دخول مواطني دول عديدة، بما في ذلك بعض الدول العربية، إلى الولايات المتحدة.
قد يؤثر هذا الوضع على خطط العديد من الموظفين، ويدفعهم إلى تأجيل أو إلغاء السفر الشخصي أو العائلي. كما قد يؤثر على قدرة الشركات على إرسال موظفيها في مهام عمل دولية أو حضور المؤتمرات والفعاليات الخارجية.
مستقبل التأشيرات الأمريكية
من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت إدارة الرئيس الحالي ستعيد النظر في سياسات الهجرة الصارمة التي فرضتها الإدارة السابقة. ومع ذلك، فإن هناك دعوات متزايدة لتسريع عملية معالجة التأشيرات وتخفيف القيود على دخول العمال المهرة إلى الولايات المتحدة. من المتوقع أن تستمر الشركات في مراقبة الوضع وتقديم التوجيهات لموظفيها بشأن السفر إلى الخارج.
يبدو أن الحل الرئيسي يكمن في زيادة الموارد المخصصة لمعالجة التأشيرات، وتبسيط الإجراءات، والتخفيف من متطلبات الفحص المفرطة. يجب على السفارات والقنصليات الأمريكية العمل على تقليل فترات الانتظار وتوفير معلومات واضحة ودقيقة للمتقدمين. وفي غضون الأشهر القليلة القادمة، من المرجح أن نرى تطورات جديدة في هذا الملف، خاصة مع تزايد الضغوط على الإدارة الأمريكية للتعامل مع هذه الأزمة.
