الجمعة 19 دجنبر 2025 – 01:00
استنفرت مباريات نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم “الكان”، التي ستقام نسختها 35 بالمغرب خلال الفترة الممتدة من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026، وستتضيف العاصمة الاقتصادية جانبا مهما من أطوارها، مصالح ولاية جهة الدار البيضاء-سطات؛ إذ يرتقب أن يعقد محمد امهيدية، والي الجهة، اجتماعا مع مهنيي السياحة وأرباب الفنادق لمناقشة مستجدات الاستعداد لاحتضان هذا الحدث الكروي القاري.
وأفادت مصادر عليمة هسبريس بأن الاجتماع المرتقب عقده سيركز على إمكانية تمديد ساعات افتتاح عدد من المقاهي والمطاعم بالدار البيضاء بغية تأمين خدماتها لفائدة الجماهير والمشجعين الأجانب الوافدين لمناصرة منتخباتهم خلال مباريات “الكان”، موضحة أن توجيهات ينتظر إعطاؤها لأرباب الفنادق لتقليص ساعات عمل العلب الليلة و”الكابريهات” التابعة لوحداتهم الفندقية، خصوصا المستقبلة للوفود الرسمية المشاركة في الحدث الرياضي، وذلك في سياق تجنب الإزعاج وتوفير ظروف الراحة والإقامة المثلى للوافدين.
وأكدت المصادر ذاتها أن مستوى ملء الفنادق لم يصل إلى ذروته بالدار البيضاء، بعلاقة مع استقرار الوفود الرسمية المشاركة في فنادق ذات تصنيف عال، ولجوء أغلب المشجعين والمناصرين الزائرين للمدينة من أجل تشجيع منتخباتهم إلى الكراء الفردي للشقق والمنازل عبر منصات حجوزات عالمية، أبرزها “إير بي إن بي” (Airbnb)، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التنقلات، حيث توجه عدد كبير من الوافدين بالفعل إلى خدمات تطبيقات التنقل الحضرية على حساب النقل السياحي، خصوصا تطبيق “يانغو” الأكثر انتشارا بين الدول الإفريقية.
من جهته، أكد عثمان شريف العلمي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة الدار البيضاء-سطات، في تصريح لهسبريس، أن العرض السياحي والفندقي بمدينة الدار البيضاء يستعد لاستقبال تدفق محدود نسبيا من السياح الأجانب بمناسبة احتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، موضحا أن التقديرات الحالية تشير إلى استقبال ما بين 3000 و5000 سائح فقط، مشددا على أن العاصمة الاقتصادية، رغم وزنها السياحي والبنيوي، سجلت غيابا شبه تام لأي أثر ملموس أو دعاية بارزة لهذا الحدث القاري، مقارنة بما تشهده مدن مغربية أخرى من تعبئة ترويجية واستعدادات ميدانية.
وأوضح العلمي في السياق ذاته أن هذا الوضع يعود-جزئيا-إلى تراجع الزخم الإعلامي والتسويقي نتيجة انشغال الرأي العام بتداعيات فيضانات آسفي وكذا الأمطار الغزيرة الأخيرة، التي فرضت أولويات مختلفة على مستوى التواصل والتعبئة الترابية. كما حذر من أن الإشكالات القانونية المرتبطة بحقوق المؤلف والبث التلفزيوني قد تنعكس سلبا على نشاط المقاهي والمطاعم بالدار البيضاء، خاصة خلال فترات المباريات، ما قد يحرم المهنيين من الاستفادة الكاملة من الفرص الاقتصادية المرتبطة بالتظاهرة القارية، داعيا إلى إيجاد حلول توافقية تضمن احترام القانون دون الإضرار بالحركية السياحية والتجارية للمدينة.
وطلب رئيس المجلس الجهوي للسياحة الدار البيضاء-سطات، في ختام تصريحه، من السلطات اعتماد مقاربة تشاركية تجمع بين احترام الإطار القانوني المنظم لحقوق البث، وضمان شروط مرنة تمكن الفاعلين السياحيين والتجاريين من الاستفادة من الزخم الذي تتيحه كأس أمم أفريقيا. كما شدد على ضرورة تدارك ما يمكن تداركه، عبر إطلاق مبادرات تواصلية سريعة وموجهة، من شأنها إعادة إدماج الدار البيضاء في خريطة المدن المستفيدة فعليا من هذا الحدث القاري، بما يليق بثقلها الاقتصادي والسياحي.
المصدر: وكالات
