خالد يوسف / الأناضول
تظاهر مستوطنون في “كريات شمونة” وأغلقوا طريقا حيويا شمالي إسرائيل، الثلاثاء، احتجاجا على تردي أوضاعهم الاقتصادية.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن مستوطنين في “كريات شمونة” (على حدود لبنان) أغلقوا الطريق السريع رقم 90 في الاتجاهين أمام حركة المرور.
ويعتبر هذا الطريق أحد أهم الطرق الرئيسية في البلاد، بطول 480 كم، ويمتد من مستوطنة المطلة والحدود الشمالية مع لبنان، مرورا بالجانب الغربي من بحيرة طبريا، وصولا إلى مدينة إيلات على البحر الأحمر جنوبا.
بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية (يمينية وسط) إن المستوطنين خرجوا للاحتجاج على سوء أحوالهم الاقتصادية، بعدما أصبحت المستوطنة مجرد “مقبرة ومدينة أشباح”.
وأوضحت الصحيفة أن المستوطنة تشهد موجة هجرة عكسية ثانية، ولم يعد فيها سوى 10 آلاف مستوطن فقط، نزولا من نحو 26 ألفا قبل أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفادت بأن “كريات شمونة” أصبحت “عبئا على الدولة وصورة للفشل والدمار، حيث لم تف حكومة بنيامين نتنياهو بوعودها للسكان بشأن تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية”.
وأجرت “يديعوت أحرونوت” لقاءات مع بعض مستوطني “كريات شمونة” الذين أكدوا أن “أولئك الذين يبقون فيها مجانين، لأنها مقبرة”.
ولفتت إلى أن المستوطنين “يملؤهم الغضب من حكومة نتنياهو التي لم تنفذ وعودها لهم، وحذروا من أنه حال استمرار الوضع على ما هو عليه، فلن بقى مستوطن فيها”.
ونقلت عن مورييل بيرتس صاحب متجر بالمستوطنة، قوله: “اضطررت إلى فصل أحد الموظفين وخفضت نفقاتي كثيرا، وتراجعت جودة حياتي إلى أدنى مستوى”.
وأضاف بيرتس: “أسمع عن مزيد من السكان الذين يئسوا وقرروا المغادرة والعودة إلى المدن التي تم إجلاؤهم إليها”، على حد تعبيره.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن “المدينة أصبحت على وشك الخراب، ومن تبقى فيها بات مجنونا فهو يعيش في مقبرة”.
وردا على العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي بدأ في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استهدف مقاتلو “حزب الله” مستوطنة “كريات شمونة” بالصواريخ مرارا، ما دفع تل أبيب إلى تفعيل خطة إخلائها في 20 من الشهر نفسه.
ووعدت حكومة نتنياهو مستوطني “كريات شمونة” بإعادتهم إليها وإصلاح البنية التحتية، لكن مماطلتها في تنفيذ ذلك كانت سببا في عدم عودة معظمهم إليها رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين “حزب الله” وإسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وتقع “كريات شمونة” ضمن منطقة إصبع الجليل أقصى شمال إسرائيل، وتبعد عن الحدود اللبنانية 1.9 كم فقط، ومع اندلاع المواجهات الحدودية مع “حزب الله”، أخلى معظم المستوطنين منازلهم.
وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة.
كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات