القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
* محللون سياسيون وعسكريون إسرائيليون:
– 3 خطوط حمراء لنتنياهو خلال لقائه ترامب أبرزها أنه لا إعادة إعمار قبل نزع سلاح حماس
– سيُحدد الاجتماع ما إذا كانت إسرائيل لا تزال تُمسك بزمام سياستها أم أصبحت طرفا في عملية تُدار من الدوحة وأنقرة وواشنطن
– هناك فجوة متزايدة بين التوقعات الإسرائيلية والأمريكية
– ترامب يتوق إلى إعلان الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق غزة
رأى محللون إسرائيليون، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متخوف من حقيقة اعتباره “حجر عثرة في وجه السلام كالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي”، وذلك خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
اللقاء المرتقب في 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري في فلوريدا، سيكون السادس بين ترامب ونتنياهو، منذ بداية العام الجاري، لكن التقديرات في إسرائيل هي أنه “لن يكون كسابقاته”.
فخلافا للموقف الإسرائيلي، فإن ترامب يدفع باتجاه البدء في تطبيق المرحلة الثانية من خطته لإنهاء حرب تل أبيب على غزة.
**ترقب شديد
وتعقيبا على ذلك، قالت المحللة السياسية في صحيفة “معاريف” العبرية (وسط تميل لليمين) آنا بارسكي، الجمعة، إن “نتنياهو ينتظر اللقاء بترقب شديد، ودونالد ترامب سيطرح عليه سؤالا واحدا: هل أنت موافق، أم أنت المشكلة؟”.
وأضافت بارسكي: “يتشكل شعور مقلق في إسرائيل، إذ لن ينتظر ترامب نتنياهو بعناق دافئ وصورة لحديقة غنّاء، بل بحزمة مطالب ضخمة”.
وأشارت إلى “خوف في دائرة نتنياهو، من أن ترامب يُخطط لجعله زيلينسكي، ليس التخلي عنه، بل تحويله إلى من يُعرقل السلام الكبير في غزة إذا أصرّ على مطالبه”.
وفي أكثر من مناسبة، انتقد ترامب زيلينسكي واتهمه بالتقصير بشأن السلام مع جارته روسيا، لإنهاء الحرب المندلعة بين البلدين منذ فبراير/ شباط 2022.
وتحدثت بارسكي عن “3 خطوط حمراء لنتنياهو: لا وجود للأتراك في قوة الاستقرار الدولية، ولا إعادة إعمار قبل نزع سلاح حماس، ولا انسحاب إسرائيلي يسمح لحماس بإعادة بناء نفسها، وهذا يصطدم مع الموقف الأمريكي”.
طبيعة هذا الصدام يرجع، وفق المحللة، إلى أن “جدول الأعمال يشمل الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة، وإنشاء قوة الاستقرار الدولية”.
وأضافت: “سيُحدد الاجتماع ما إذا كانت إسرائيل لا تزال تُمسك بزمام سياستها، أم أنها أصبحت مجرد طرف آخر في عملية دولية تُدار من الدوحة وأنقرة وواشنطن”.
وبشأن نقاط الخلاف بين الطرفين، قالت بارسكي: “ما يُقلق إسرائيل بشدة هو أن الموقف الأمريكي خلال الشهرين الماضيين بشأن نقطتين أساسيتين: الوجود التركي في قوة الاستقرار الدولية وترتيب العمليات ضد حماس، قد انحرف عن الموقف الإسرائيلي”.
ووفق المحللة السياسية، فإنه “عندما اعتمد مجلس الأمن خطة ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كان التفاهم السائد واضحا: ستتمتع إسرائيل فعليا بحق النقض (الفيتو) على تشكيل القوة متعددة الجنسيات. لا تريدون الأتراك؟ لن يكون هناك أتراك”.
أما الآن، أكدت أن “الأمريكيين يتحدثون بشكل مختلف، حيث يُلمّح توماس باراك، كبير مبعوثي الرئيس، علنا إلى ضرورة انضمام تركيا لما تمتلكه من قدرات عسكرية وقنوات اتصال في غزة”.
**ضغط على إسرائيل
وفيما يتعلق بنزع سلاح حماس، أوضحت بارسكي أن “نتنياهو يصرح مرارا بأن الانتقال الكامل إلى المرحلة الثانية يبدأ من تفكيك بنية حماس التحتية”.
واستدركت: “لكن في الرؤية الأمريكية المُحدّثة، لم يعد نزع السلاح شرطا نهائيا للتقدم، بل هدف ضمن العملية”.
وأمام ذلك “يتزايد الضغط على إسرائيل للمضي قدما في المراحل الأخرى، حتى في ظل غياب جدول زمني واضح لتفكيك الجناح العسكري (لحركة حماس كتائب القسام) بالكامل”.
بارسكي تابعت: “عندما تطالب الدوحة وأنقرة بالمضي قدما، وعدم التوقف عند رفض إسرائيل، يُطرح موقف تل أبيب مصحوبا بقائمة من الشروط، ثم يتضح جليا من هو المعرقل ومن هو المتقدم”.
كما توقعت أن يطرح ترامب على نتنياهو السؤال التالي: “هل تنضمون باختياركم، أم أنكم تُوصمون بعرقلة التقدم؟”.
ولفتت إلى أن ترامب “يريد أن يغادر الاجتماع بجداول زمنية، وقائمة بالدول المشاركة، بما فيها تركيا إن أمكن، وصيغة أكثر مرونة لنزع السلاح”.
ورأت في هذا الصدد أن “هناك فجوة متزايدة بين التوقعات الإسرائيلية والأمريكية”.
واعتبرت أن الغاية من جعل نتنياهو كالرئيس الأوكراني خلال لقائه مع ترامب “دفعه إلى موقف يُصور فيه كل رفض منه على أنه غير مسؤول”.
وتساءلت: “هل سيصل رئيس الوزراء إلى اللقاء كقائد مستعد لدفع ثمن سياسي مقابل الرفض، أم كشخص يأمل في البقاء لفترة أطول؟”.
**المرحلة الثانية للاتفاق
من جهته، قال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” العبرية (يسارية) عاموس هارئيل، الجمعة: “يتوق ترامب إلى إعلان الانتقال إلى المرحلة التالية، والتي من المتوقع أن تتم بين عيد الميلاد ومنتصف يناير/ كانون الثاني المقبل”.
وأوضح هارئيل أن هذه المرحلة “ستشمل تشكيل هيئات إضافية، مثل حكومة التكنوقراط الفلسطينيين وقوة الاستقرار الدولية. وبدونها، من غير المرجح أن يطرأ أي تقدم”.
وتابع: “المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة جادة وعملية، حيث يريدون تخصيص منطقة وسط أنقاض رفح (جنوب) لإزالة الأنقاض ثم البدء بالبناء”.
وأردف هارئيل: “يتحدثون عن إنشاء عيادات طبية، ونشر قوة شرطة، وإزالة القنابل الإسرائيلية غير المنفجرة”.
لكنه استدرك قائلا: “هذا المشروع التجريبي المزعوم لا يُشير إلا إلى حلول سكنية لبضعة آلاف من سكان غزة، في وقت غير مُحدّد في المستقبل. أما الخطة الأكبر فلم تكتسب زخما بعد”.
ويماطل نتنياهو في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينما تواصل إسرائيل خروقاتها موقعة مئات المدنيين الفلسطينيين في غزة بين قتيل وجريح.
والثلاثاء، قالت “هآرتس” إن الإدارة الأمريكية فوجئت بالتزام حركة حماس باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما أقر الجيش الإسرائيلي بما سماه “عدم ارتفاع عدد الانتهاكات الفلسطينية”.
ومرارا أكدت حماس التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بغزة، بينما دعت الوسطاء إلى إلزام إسرائيل بخطوات مماثلة.
وكان من المفترض أن ينهي الاتفاق إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 واستمرت عامين، خلفت أكثر من 70 ألف قتيل وما يزيد على 171 ألف جريح، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات