12:55 م | الأربعاء 10 ديسمبر 2025
السباح الراحل يوسف محمد
لم يكن يوسف محمد، أتم 13 عامًا، لكن حضوره في عالم السباحة كان أكبر بكثير من عمره الصغير، ومع ذلك كانت لحظة واحدة فقط من الإهمال، كفيلة بإنهاء مسيرته من بدايتها، ليرحل السباح البطل، وتخفت الأضواء، وتتوقف أنشطة السباحة في أجاء مصر، حزنا على رحيله الصادم.
يوسف، الذي تعرض لإغماء مفاجئ خلال بطولة الجمهورية، لم يلتفت إليه أحد، لا حكم، ولا مراقبون، ولا منقذون، ولا حتى مدربوه، ليكون الإهمال هو العنوان الأكبر للحادث الذي خطف حياة طفل كان يحتفل قبل دقائق فقط بحصوله على المركز الثاني.
وداع صادم وهتافات الاحتفال تتحول إلى صرخات استغاثة
المشهد تبدل في لحظة، فالهتافات التي دوت احتفالًا بإنجاز السباح يوسف محمد، صارت صرخات يائسة لإنقاذ حياته، ليكشف رحيله حجم الفراغ الذي تركه في اللعبة، إذ اتشح السواد في أندية ومدارس السباحة، وتوقفت المنافسات حدادًا عليه.
لم يكن تأثير يوسف مقتصرًا على أقرانه فقط، فمدربون من مختلف المحافظات أعلنوا التوقف عن ممارسة عملهم، حتى تحاسب كل الجهات المتورطة في الكارثة، ويعاد الاعتبار لأسرة الطفل وبطلهم الراحل.
تضامن واسع مع قصة يوسف محمد.. ودعوات لا تنقطع
منذ يوم 2 ديسمبر، يعيش الوسط الرياضي حالة تضامن غير مسبوقة، وهو يوم واقعة وفاة يوسف، فدعوات الناس ليوسف وأسرته لا تتوقف، سواء داخل مصر أو خارجها، ووصل الدعم إلى الحرم المكي، حيث تبرّع بعض الأشخاص بكرسي صدقة جارية داخل الحرم باسم يوسف محمد، وكتبوا عليه: «وقف الحرم باسم يوسف محمد»، هذه اللفتة جاءت تعبيرًا عن مكانة الطفل في قلوب الجميع، وعن رغبة الوسط الرياضي في تخليد اسمه حتى بعد رحيله.

إضراب شامل في السباحة المصرية
غضب السباحين تخطى حدود البيانات والكلمات، فقد أعلن اللاعبون من مختلف الفئات العمرية إضرابًا عامًا عن المشاركة في بطولات السباحة في مصر، إلى حين محاسبة المقصرين وتطبيق إجراءات أمان صارمة تمنع تكرار ما حدث.
هذا التحرك يعد ضمن الأكبر من نوعه في تاريخ اللعبة، ويكشف حجم الصدمة التي أحدثها رحيل بطل صغير كانت أحلامه أكبر من المسبح الذي شهد لحظاته الأخيرة.