الدوحة/ الأناضول
شهد منتدى الدوحة 2025، السبت، جلسة حوارية، عن توترات التجارة العالمية والتحديات العالمية الكبرى أمام الاقتصادات الناشئة والمتقدمة ذات الصلة، مثل التغير المناخي، الذكاء الاصطناعي، التنويع الاقتصادي، باعتبارها محاور رئيسية لمستقبل التنمية المستدامة.
وجاءت الجلسة بعنوان “توترات التجارة العالمية: الآثار الاقتصادية والاستجابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وشارك فيها كل من وزير المالية القطري علي بن أحمد الكواري، ونظيره الباكستاني محمد أورنغزيب، إضافة إلى نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي “بو لي”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية.
** الاقتصاد المتنوع
وفي هذا السياق، قال وزير المالية القطري خلال الجلسة النقاشية، إن التجارة الخارجية تشكّل نحو 60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر.
وأشار إلى أن هذا يعكس انفتاح الاقتصاد القطري وارتباطه الوثيق بالأسواق العالمية عبر الطاقة والتجارة والاستثمارات.
وأوضح الكواري، أن هذا الاعتماد الكبير على التدفقات التجارية يفرض على قطر مسؤولية مضاعفة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، بعيدا عن الاعتماد على عائدات الطاقة وحدها.
وشدد على أن قطر تعمل على خطط طويلة الأمد تحقق العدالة بين الأجيال، وتضمن استقرار مستويات المعيشة في المستقبل
وأشار الكواري، إلى أن قطر نجحت في خفض مستويات الدين وبناء احتياطيات قوية عبر إدارة فعالة للاحتياطيات النقدية والمالية، ما يعزز قدرتها على مواجهة الصدمات الخارجية.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي قطاع استراتيجي تستثمر فيه دولة قطر بقوة، ليس فقط عبر مراكز البيانات، بل من خلال تطوير التطبيقات العملية التي تخدم قطاعات الطاقة والتجارة والخدمات المالية.
** تحديات أمام باكستان
من جهته، أوضح وزير المالية الباكستاني، أن بلاده واجهت تحديات كبيرة نتيجة الفيضانات المتكررة التي أثرت على النمو الاقتصادي في البلاد وخفضته بنسبة 0.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري.
ولفت إلى إن النمو السكاني المرتفع (2.55 بالمئة سنويا) يضغط على أي مكاسب اقتصادية ويجعل من الصعب تحقيق نمو حقيقي ومستدام.
وأضاف الوزير الباكستاني، أن الحكومة الباكستانية عملت خلال السنوات الأخيرة على تعزيز احتياطاتها المالية عبر تحقيق فوائض أولية في الموازنة، وتحسين الحساب الجاري، مع الاستفادة من تدفق التحويلات القادمة من منطقة الخليج، التي تتجاوز 18 مليار دولار سنويا في تعزيز الاستقرار.
وشدد على أن الحل للتحديات التي تواجهها بلاده، يكمن في الإصلاحات الهيكلية والانتقال من مرحلة الاستقرار إلى النمو، مع الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مثل البلوك تشين (تقنية لامركزية لتسجيل المعاملات بطريقة آمنة) والذكاء الاصطناعي لتأهيل الشباب وزيادة إنتاجيتهم.
** أثر الانفتاح الاقتصادي
من جانبه، قال بو لي، نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، إن تعزيز الانفتاح الاقتصادي والتعددية في التجارة العالمية أمر جوهري لضمان استدامة النمو.
وفيما يتعلق بباكستان باعتبارها نموذجا لدولة ناشئة تسعى إلى بناء المرونة الاقتصادية، أشار إلى أن صندوق النقد الدولي يدعمها ببرنامج استقرار بقيمة 7 مليارات دولار.
وبيّن بو لي، أن هذا الدعم يهدف إلى تعزيز ثلاثة محاور هي: المرونة المالية عبر إدخال مخاطر المناخ في التخطيط المالي، والمرونة البنكية عبر دمج هذه المخاطر في التنظيم المالي والإفصاح، والمرونة المادية عبر إدماجها في مشاريع البنية التحتية.
وأكد أن هذه الخطوات ضرورية لبلد يتعرض لصدمات مناخية متكررة مثل الفيضانات، إلى جانب ضغوط النمو السكاني.
ولفت بو لي، إلى أن قطر والإمارات حققتا نتائج جيدة في مؤشر الجاهزية للذكاء الاصطناعي، وأن الاستثمار في رأس المال البشري والبنية الرقمية والتنظيم الذكي هو السبيل لتحقيق الاستفادة القصوى.
وعلى مدى يومي السبت والأحد، يشارك في المنتدى الذي يعقد تحت شعار “ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى الواقع الملموس”، أكثر من 6 آلاف شخص، و471 متحدثا من نحو 160 دولة.
وعقدت النسخة الأولى من منتدى الدوحة عام 2001، ويعد منصة عالمية للحوار تجمع قادة وصناع السياسات لبحث التحديات الكبرى التي يواجهها العالم، وبناء شبكات مبتكرة قائمة على العمل والحلول.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات