03:49 م | السبت 06 ديسمبر 2025
محمد الشناوي حارس مرمى المنتخب والأهلي
يحمل منتخب مصر رصيدًا واسعًا من اللحظات الخالدة في مشاركاته المونديالية، لكن يبقى مشهد محمد الشناوي في الذاكرة كأحد أكثر الفصول تأثيرًا، تعود القصة إلى مونديال روسيا 2018، حين وقف حارس الفراعنة أمام العالم رافضًا استلام جائزة رجل المباراة بسبب ارتباطها برعاية شركة خمور، كان الرفض في لحظته يبدو مجرد موقف فردي، لكنه سرعان ما تحول إلى علامة فارقة دفعت الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى إعادة النظر في آليات تقديم الجائزة للاعبين المسلمين، ليصبح قرار الشناوي نقطة تحول حقيقية في بروتوكولات الفيفا وتعاملها مع خصوصية القيم الدينية للاعبين.
كيف غير محمد الشناوي قواعد فيفا خلال مشاركته كأس العالم 2018
وقتها، اختار محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي والمنتخب الوطني، أن يلتقط الصورة الرسمية دون أن يلمس الجائزة أو يقف بجوار زجاجة الموضوعة أمامه، وبعد ساعات قليلة، ظهر قرار صامت من فيفا بحذف صورة الزجاجة من الفيديوهات الرسمية واللقطات المخصصة لجائزة رجل المباراة، سواء للشناوي أو للمغربي أمين حاريث، الذي تعرض لنفس الموقف بعد مواجهة المغرب وإيران.

أصبح الموقف علامة فارقة، وأجبر الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا لأول مرة، على تعديل الشكل البصري الرسمي للجائزة احترامًا لمعتقدات اللاعبين، ورغم أن مصر والمغرب خسرتا مباراتيهما الافتتاحيتين آنذاك، فإن تأثير اللاعبين العرب خارج الملعب كان أقوى من النتائج نفسها.
من ذكريات روسيا إلى طريق أمريكا 2026
وبينما تعود الكرة المصرية اليوم إلى الواجهة في بطولة جديدة، يجد منتخب مصر نفسه في مجموعة نارية بكأس العالم 2026 في أمريكا وكندا ونيوزيلندا، تضم بلجيكا، نيوزيلندا، إيران، وهي مجموعة تجمع بين القوة الأوروبية، والطموح الآسيوي، والمنافسة العالمية القادمة من نيوزيلندا.
تبدو المهمة صعبة، لكنها ليست جديدة على الفراعنة، الذين كانوا دائمًا جزءًا من لحظات فارقة في بطولات الفيفا، سواء داخل الملعب بأداء اللاعبين، أو خارجه بمواقف مؤثرة مثل الذي صنعه الشناوي وترك أثرًا في لوائح المونديال.
مشهد رفض الشناوي للجائزة تحول إلى قصة تروى في كواليس فيفا، ونموذج لكيفية فرض اللاعبين احترام ثقافاتهم دون صدام، ودون أن تهتز صورتهم الاحترافية.
ما بين الماضي والحاضر حكاية منتخب مصر مستمرة
واليوم، تعود مصر إلى بطولة جديدة، لكنها تحمل إرثًا مختلفًا، إرثًا صنعه لاعبون تركوا بصمتهم في الملعب وخارجه، ومع الوقوع في طريق قوي يضم بلجيكا ونيوزيلندا وإيران، يدرك المنتخب أن التحديات كبيرة، لكن التاريخ يفتح الباب لحكايات جديدة قد تكتب ما هو أبعد من نتائج المباريات.