في محطة عاشرة للجولة التواصلية “مسار الإنجازات” حلّ عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار رئيس الحكومة، بعاصمة جهة درعة تافيلالت، حاملاً معه رسائل سياسية قوية، ومبرزاً المنجَز ضمن محفظة المشاريع التنموية لجهة درعة تافيلالت.
ولم يفُت أخنوش أن يبعث من قلب مدينة الرشيدية، اليوم السبت، ردوداً مباشرة أودعَها “بريدَ خصوم الحزب”، مؤكداً على هوية “الأحرار” كـ”حزب للإنصات والعمل الميداني، بعيداً عن السجالات العقيمة”، ومستحضرا زيارته إلى كل من أرفود وميدلت.

رد على “المُشكّكين”
استهل أخنوش كلمته بتوجيه رسائل سياسية لاذعة لمن وَصفهم بـ”المشككين في أداء الحكومة والحزب”، مفنّداً “الادعاءات التي تروّج لعدم وفاء الحزب بوعوده”، وقال بنبرة حازمة: “بكل صراحة أتأسف لمن يقولون إننا حزب لا ينصت للناس وإننا لا نفي بوعودنا؛ أنا أعرف جيداً أن دافعهم الحقيقي هو تعطشهم للسلطة، إلى درجة أنهم يتعامون عن الحقيقة لتغليط المغاربة”.
وشدد رئيس التجمع الوطني للأحرار على أن هذه الاتهامات “أبعد ما تكون عن الحقيقة”، مؤكداً أن “الأحرار” “يلتزمون بوعودهم وأوفياء للمسؤولية التي قلّدها إياهم جلالة الملك محمد السادس”؛ كما أوضح في السياق ذاته أن الحزب “تبنى ومازال نهج الإنصات كعقيدة سياسية، ليس فقط عبر الجولات الميدانية، بل من خلال آليات حديثة كمنصة ‘إنصات’ الرقمية التي تستقبل مقترحات المواطنين”، مشددا على أن “الهدف الأسمى هو فهم التحديات اليومية وتحويل الآمال إلى واقع ملموس”.

“المهمة لم تنتهِ بعد”
متحدثا عن فلسفة التدبير الحكومي أكد أخنوش، بحضور أزيد من 2500 شخص، أن “المهمة تتلخص في مبدأ واحد: خدمة البلاد والمواطن في كل الجهات بالجهد والسرعة نفسها”، وأشار إلى أن شعار “تستاهلو الأفضل” لم يكن مجرد حملة انتخابية، بل تحول إلى مسار عملي ساهم في تغيير وجه المغرب وتنزيل الرؤية الملكية للدولة الاجتماعية.
ومسنوداً بوزراء في فريقه الحكومي أعضاء المكتب السياسي للحزب استعرض المسؤول الحكومي ذاته حصيلة المرحلة السابقة التي تميزت بزيادة أجور موظفين وأجراء ينتمون إلى 4 ملايين أسرة، وتعميم الحماية الاجتماعية، وفتح باب التغطية الصحية للمحرومين منها سابقاً، إضافة إلى تحقيق أرقام قياسية في السياحة والاستثمار. ومع ذلك أقر أخنوش بأن “المهمة لم تنتهِ بعد”، وبأن المواطن مازال ينتظر لمس أثر هذه الإنجازات في حياته اليومية، من المستشفى إلى المدرسة والطريق، موردا: “ليس من المنطق أن نَسمع مواطناً في قلعة مكونة يقول إن المنطقة مَنسيّة… اليوم ليس لنا الحق أن نتخلى عن أي منطقة”.

جهة درعة تافيلالت
انتقل “رئيس التجمعيين” في كلمته التي تخللتها شعارات داعمة من طرف مناصري الحزب إلى تفصيل المشاريع المخصّصة لجهة درعة تافيلالت، “التي عانت لسنوات من فوارق مجالية”.
في قطاع الصحة أعلن المسؤول السياسي عن حزمة مشاريع مهيكلة تشمل: إتمام إنجاز مستشفى جامعي بالجهة بحلول سنة 2027، كاشفاً “جاهزية المستشفى الإقليمي للريصاني في أبريل 2026، وتأهيل المستشفى الإقليمي لميدلت ليكون جاهزاً في 2026، وتوسعة مستشفى بولمان دادس (تنغير) بحلول 2027″؛ كما أشار إلى “تأهيل أزيد من 100 مركز صحي للقرب، 83 منها أصبحت جاهزة وتستقبل المرتفقين”.
أما في قطاع التعليم فكشف أخنوش عن إرساء 428 مدرسة رائدة بالجهة، مع تواصل الأشغال لإحداث “مدينة المهن والكفاءات” المرتقب افتتاحها السنة المقبلة، لتعزيز فرص التكوين والتشغيل لشباب المنطقة.

فلاحة وسياحة .. وفك العزلة
مرسخاً إيمان حزبه بأن التنمية تمر عبر البنية التحتية أبرز رئيس “التجمع” “إنجاز 1645 كيلومتراً من الطرق لفك العزلة”، مع العمل الجاري لتقليص الفوارق المجالية ضمن برامج التنمية الحكومية القطاعية.
وبشأن القطاع الفلاحي الذي يشكل عصب اقتصاد الجهة لفت المتحدث إلى “تجهيز 76 ألف هكتار بالسقي بالتنقيط”، وإنشاء “سد قدوسة” لسقي 5000 هكتار، باسطاً أرقاماً دالة على “تطور الإنتاجية”، حيث ارتفع إنتاج التفاح بـ 73 في المائة (256 ألف طن بميدلت وحدها)، مع توقّع “وصول إنتاج التمور إلى 160 ألف طن هذه السنة بفضل توسيع واحات النخيل ببوذنيب”.

وفي قطاع السياحة أكد أخنوش استثمار مؤهّلات المنطقة عبر رفع عدد الرحلات الجوية بنسبة 14 في المائة، وإطلاق برنامج لتثمين القرى السياحية (مثل قصر آيت بن حدو التاريخي والمصنف كتراث)، إضافة إلى “إعادة فتح وتأهيل الفنادق المغلقة، حيث تم تأهيل 11 فندقاً حتى الآن”.
وأشار رئيس الحكومة إلى دينامية الاستثمار الصناعي عبر إنشاء مناطق للأنشطة الاقتصادية، أبرزها المنطقة الصناعية “تاردة” بالرشيدية، متعهداً بـ”دعم مشاريع تثمين المعادن والتمور لخلق فرص شغل قارة”، خاصة أن دعم المقاولات الصغرى بنظام خاص ضمن ميثاق الاستثمار شهدته الرشيدية نونبر الماضي.

دعوة إلى التعبئة
لم يختتم عزيز أخنوش خطابه بالرشيدية دون بعث وتوجيه رسائل في “بريدِ المنتخبين” والسياسيين، وقال بهذا الخصوص: “كنوجّه نداء للمنتخبين بضرورة البقاء في الميدان والاستماع الدائم لنبض الشارع…”، في إشارة إلى تأطير الأحزاب للمواطنين ودورها في التعريف بمشاريع التنمية، كما ورد في الخطاب الملكي لشهر أكتوبر 2025.

كما دعا المتحدث خلال الفعالية السياسية ذاتها “عموم المواطنين، والشباب خاصة، إلى الانخراط في العملية الديمقراطية وممارسة حقهم في الاختيار عبر التسجيل في اللوائح الانتخابية”، معتبراً ذلك “حقاً دستورياً ووسيلة أساسية لاختيار من يمثل أولوياتهم بوعي وحرية، لاستكمال مسار بناء مغرب الكرامة وتكافؤ الفرص”.
المصدر: وكالات
