أثارت عملية هدم مجموعة من الدواوير الصفيحية والعشوائية على مستوى جماعات ضواحي مدينة الدار البيضاء، وخاصة بإقليم النواصر، استياء في صفوف آباء وأمهات التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالمؤسسات التعليمية القريبة من مقار سكناهم المهدمة.
وشهدت مجموعة من الدواوير بتراب إقليم النواصر، خلال الأسابيع الماضية، عملية هدم واسعة، بالرغم من انطلاق الموسم الدراسي ووجود تلاميذ يتابعون دراستهم بالمدارس والإعداديات دون انتظار انتهاء هذا الموسم.
وطالت عملية الهدم دواوير من قبيل دوار الراضي ودوار سي أحمد ودوار أولاد حريز ودوار دكال ودوار ذهوبة ودوار سباهة على مستوى جماعة دار بوعزة؛ فيما تم هدم دواوير أخرى بجماعة بوسكورة على سبيل الذكر دوار المعاريف والمكانسة والشراقة، إلى جانب دوار الكروطة الذي عرف أكبر عملية هدم وما زالت الساكنة تخوض احتجاجات أمام مقر العمالة للمطالبة بالاستفادة من السكن.
واستغرب كمال الإدريسي، رئيس جمعية “التعاون للتنمية والتضامن” بإقليم النواصر، من عملية الهدم التي تطال هذه الدواوير دون مراعاة وجود تلاميذ يتابعون دراستهم في هذه الفترة من السنة.
وسجل الإدريسي، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “لا أحد يعارض مسألة هدم البنايات العشوائية؛ بيد أن ذلك يلزم أن يراعي الوضعية الاجتماعية للأسر التي تتوفر على أبناء يتابعون دراستهم، خصوصا في المستوى الابتدائي؛ لما لذلك من تأثير على نفسية هؤلاء خلال عملية هدم المنازل وترحيلهم من مكان إلى آخر”.
وأفاد الفاعل الجمعوي على مستوى إقليم النواصر بأن “عملية ترحيل هذه الدواوير خلفت اكتظاظا كبيرا في مؤسسات تعليمية عديدة توافد عليها أبناء الأسر المرّحلة في الوقت الذي لم تكن فيه هذه المؤسسات على علم مسبق للاستعداد لهذا الأمر مع بداية الموسم الدراسي”.
وأوضح الإدريسي أن أية عملية هدم “يلزم أن تكون في فترة الصيف بعد انتهاء الموسم الدراسي؛ حتى تكون عملية الانتقال سلسلة ولا تؤثر سواء على نفسية التلاميذ المرحلين الذين تم هدم منازلهم أم على المؤسسات التعليمية المستقبلة لهم”.
من جهته، أكد نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأمهات التلاميذ بالمغرب، أن الضروري والواجب هو توفير مكان ومقاعد لهؤلاء التلاميذ بالأقسام التي انتقلوا إليها قصد التحصيل الدراسي.
ولفت عكوري، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنه “إذا انتقلت الأسرة من حي إلى آخر أو من منطقة إلى أخرى أو تم ترحيلهم في إطار عملية إعادة الإيواء، فبالنسبة لنا داخل الفيدرالية يلزم أن يتم تسجيل التلميذ في مؤسسة قريبة منه ولا يمكن حرمانه من حق التعليم”.
وأوضح رئيس الفيدرالية سالفة الذكر أن قرار الهدم وتوقيته يبقيان من اختصاص السلطات المختصة؛ بيد أنه “يلزم التفكير في توفير فضاءات التعلم والتدريس وعدم حرمانهم من هذا الحق، ولو من خلال توفير وسائل النقل إذا ما تبين وجود بعد للمسافة عن المؤسسات التعليمية”.
وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية التواصل مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم النواصر بخصوص هذا الموضوع؛ غير أن الهاتف كان يرن دون مجيب.
المصدر: وكالات
