نفى علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، الخميس، ما يُثار من شائعات حول قيام إيران بإرسال رسائل إلى الولايات المتحدة عبر وسطاء، واصفا تلك الادعاءات بأنها “كذب محض”.
وقال خامنئي، في كلمة متلفزة نقلها التلفزيون الإيراني الرسمي، اليوم الخميس، إن “الشائعات حول قيام إيران بإرسال رسائل إلى الولايات المتحدة عبر وسطاء هي كذبٌ محض؛ إن الحكومة الأمريكية ليست جديرة بالتواصل أو التعاون مع الجمهورية الإسلامية”.
وأضاف المرشد الإيراني أن “إيران هزمت أمريكا وإسرائيل في حرب الـ12 يوما الأخيرة”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “استخدمت أحدث أسلحتها الهجومية والدفاعية ضد إيران؛ لكنها رغم ذلك لم تستطع أن تحقق ما تريده”.
وتابع أن “الأعداء لم يحققوا أي هدف من أهدافهم، حتى الفئات التي كانت معارضة للنظام وقفت خلال الحرب إلى جانب الجمهورية الإسلامية”، موضحا أن “الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها قادرة على الوقوف بقوة واتخاذ القرار والمبادرة، وقد كلفت الأعداء خسائر مادية أكثر مما تكلفت هي في الحرب”.
وتطرق خامنئي إلى التدخلات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم، قائلا إنها “جعلت الولايات المتحدة أكثر عزلة بين الشعوب”، مشيرا إلى أن “الشعوب تنفر من أمريكا ويزداد ذلك يوما بعد يوم، رغم وجود بعض المتملقين من بعض الرؤساء لواشنطن”.
وأكد المرشد الإيراني أن “كارثة غزة هي من أكبر الكوارث في تاريخ المنطقة، ولولا الولايات المتحدة لفشل الكيان الصهيوني في ارتكاب هذه الكارثة”، مشددا على أن “الهجمات الإسرائيلية على لبنان واعتداءاتها على سوريا وفي غزة والضفة كلها بدعم من الولايات المتحدة”.
ولفت إلى أن “اليوم أكثر الناس مقتا في العالم هو رئيس حكومة الكيان الصهيوني، والولايات المتحدة تقف إلى جانبه في هذا الاتجاه”.
بدوره، وصف علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في مقابلة مع قناة “هام نيوز” الباكستانية، التفكير الأمريكي والإسرائيلي في القضاء على القدرات النووية الإيرانية بأنه “تفكير طفولي وسخيف”، مؤكدا أن “الصناعة النووية في إيران معرفة محلية تتقدم بها طهران بجدية”.
وأضاف لاريجاني، مخاطبا الولايات المتحدة: “إذا كنتم قد دمرتم القدرات النووية الإيرانية خلال الحرب، فلماذا تلاحقون الحلول الدبلوماسية الآن؟”.
وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي أن إيران “لم ترفض قط المفاوضات الحقيقية”، مشيرا إلى أن “المفاوضات مع الدول الكبرى، سواء بشكل مباشر أو ضمن إطار مجموعة 5+1، جرت مرات عديدة خلال السنوات الماضية وكانت قائمة بشكل مستمر”.
وكان عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، قد أكد، في وقت سابق من اليوم، أنه “لا يمكن إجراء مفاوضات متوازنة ومنصفة بسبب النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأضاف عراقجي أن “الجمهورية الإسلامية كانت ولا تزال مستعدة للتفاوض، ولم نغادر ساحة الدبلوماسية في أي وقت”، مضيفا: “للمفاوضات قواعدها، ولا يمكن أن تُجرى أو تنجح ما لم تُحترم هذه القواعد”.
وكانت إسرائيل قد بدأت ليلة 13 يونيو عملية عسكرية ضد إيران، متهمة طهران بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري، واستهدفت الغارات الجوية وعمليات الوحدات الخاصة مواقع نووية وقادة عسكريين وعلماء بارزين في مجال الفيزياء النووية وقواعد جوية.
ورفضت إيران الاتهامات وردت بهجمات مضادة، واستمر تبادل الضربات بين الجانبين لمدة 12 يوما، وانضمت الولايات المتحدة إلى المواجهة عبر شن هجوم واحد ليلة 22 يونيو على منشآت نووية إيرانية.
وفي 23 يونيو، شنت طهران ضربات صاروخية على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، مؤكدة أن إيران لا تنوي الانجرار نحو مزيد من التصعيد. وعقب ذلك، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في أن تكون إيران “نفست غضبها” بضرب القاعدة الأمريكية، وأن الطريق قد يكون مفتوحا الآن نحو السلام والتفاهم في الشرق الأوسط.
المصدر: وكالات
