نظم معرض الكويت الدولي الـ48 للكتاب حلقة نقاشية بعنوان “آفاق الترجمة الأدبية.. سعاد الصباح نموذجا” بمشاركة عدد من الأكاديميين والمترجمين والمهتمين بالشأن الثقافي، وذلك في المقهى الثقافي بأرض المعارض بمنطقة مشرف.
تحدث في الحلقة النقاشية أستاذ اللغة الفارسية في جامعة الكويت د.سمير أرشدي وأستاذ اللغة الفرنسية في الجامعة د.منصف خميري، فيما أدارتها ورود حيات التي عبرت بكلمات لطيفة عن الشاعرة د.سعاد الصباح “مثال المرأة المثابرة والشاعرة والأم والإنسانة والزوجة”.
وأكد المشاركون أهمية نقل النتاج الشعري الكويتي إلى اللغات الأخرى وكذلك دور الترجمة في إبراز التجارب الإبداعية الكويتية على الساحة الدولية.
من جانبه قال د.سمير أرشدي: إن الحضارتين العربية والفارسية شهدتا عبر التاريخ تواصلا عميقا وتلاقحا فكريا وأدبيا لم يشهد له نظير موضحا أن الأدباء الإيرانيين مازالوا حتى العصر الحاضر يولون اهتماما كبيرا بالأدب العربي إذ ترجموا ونقلوا الكثير من نتاجه الثقافي وفي مقدمته أعمال الدكتورة سعاد الصباح.
وأضاف أرشدي أن أعمال د.سعاد الصباح ترجمت إلى اللغة الفارسية، وأن العديد من الرسائل الجامعية في إيران تناولت كتبها وشعرها الذي يمتاز بلغة وجدانية شفافة تتيح للمترجم نقله بسهولة إلى الفارسية التي تتقاطع معها في موضوعات الحب والمرأة والقيم الإنسانية المشتركة بين الأدبين العربي والفارسي.
من جهته أعرب د.منصف خميري عن الاعتزاز بالمشاركة في الحلقة النقاشية، مشيرا إلى تجربته في الترجمة إلى اللغة الفرنسية.
وقال د.خميري: إن اعتقادا شائعا بين الكثير من المختصين أن الشعر لا يترجم إذ قد يفقد شيئا من إيقاعه وصوره وخصوصية ثقافته عند نقله إلى لغة أخرى لأن لكل لغة سجعها ومعانيها ورمزيتها.
وأضاف أن ترجمة الشعر رغم ذلك تظل ضرورية لأن جوهر الشعر إيقاعه وصورته وهو قادر على تجاوز حاجز اللغة والوصول إلى القارئ في أي مكان مؤكدا أهمية “الترجمة الإبداعية”.
وأوضح أنه عرف د.سعاد الصباح بفضل الترجمة قبل أن يأتي إلى الكويت، مشيرا إلى أنها اكتسبت مكانة مرموقة في الأدب الفرنسي بفضل ترجمات دواوينها.
ولفت إلى وجود دراسات أكاديمية عديدة عن كتبها في الجامعات الفرنسية، حيث يعمل باحثون وطلبة على تحليل ترجماتها ومقارنتها واختيار المفردات المناسبة.
وألقى عدد من الطلبة والمشاركين في الحلقة النقاشية قصائد مختارة من دواوين الشاعرة د.سعاد الصباح بلغات متعددة شملت الفرنسية والفارسية والإسبانية في تجسيد عملي لحضور شعرها في الثقافات المختلفة.
كما قامت حفيدتها الشيخة فضيلة محمد عبدالله المبارك بتكريم المشاركين في الجلسة تقديرا لمساهماتهم وجهودهم في إبراز التجربة الشعرية للدكتورة سعاد الصباح.
