شارك «معهد الكويت للأبحاث العلمية» في المنتدى الدولي الرفيع المستوى حول التقنيات النووية للتعامل مع التلوث البلاستيكي، الذي انطلق في العاصمة الفلبينية مانيلا أمس الثلاثاء بوفد يرأسه المدير العام للمعهد د.فيصل الحميدان.
وأكد د.الحميدان، في تصريح لـ «كونا»، أن المشاركة في هذا المنتدى جاءت ضمن شراكة الكويت مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في مجال مكافحة التلوث البلاستيكي على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال «إن الكويت أسهمت عبر معهد الكويت للأبحاث العلمية في دعم قضية بيئية عالمية بالغة الأهمية من خلال ريادتها البحثية ووضعها معايير دولية لرصد وفهم التلوث الناتج عن البلاستيك الدقيق».
وأوضح أن «معهد الكويت للأبحاث العلمية» لا يشارك فحسب بل يعد شريكا رئيسيا ومركزا متعاونا مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» لما يمتلكه من خبرات بحثية وموارد علمية أسهمت في تعزيز قدرات الدول الأعضاء في مواجهة التلوث البلاستيكي.
وأضاف د.الحميدان «ان المعهد ومن خلال سلسلة من المشاريع البحثية الرائدة والشراكات الدولية الاستراتيجية طور بروتوكولات موحدة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث تستخدم هذه البروتوكولات حاليا في أكثر من 75 دولة لقياس خطر البلاستيك الدقيق ومكافحته في محيطاتنا وتربتنا وهوائنا».
وأشار إلى أن هذا التعاون يعد جزءا من مساهمة الكويت في مبادرة «نوتيك بلاستيك» التابعة لـ «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» والمخصصة لرصد التلوث البلاستيكي البحري والحد منه باستخدام تقنيات نووية متقدمة.
وأفاد بأن من أبرز إنجازات هذا التعاون تطوير المعهد مادة مرجعية قياسية تستخدم للتحقق من صحة نتائج المختبرات حول العالم، لافتا إلى أنه تم تبادل هذه المادة مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» واستخدمت في مقارنة بين مختبرات 55 دولة شاركت في اختبار قياس تلوث المواد البلاستيكية الدقيقة مما حسن موثوقية القياسات العالمية التي ستشكل أساسا لسياسات دولية خاصة بتأثير الملوثات البلاستيكية على البيئة البحرية.
وبين د.الحميدان أن «ريادة المعهد في تطوير المعايير العالمية وإجراء أبحاث متطورة لا تسهم فقط في حماية البيئة الكويتية والأمن الغذائي ولكنها تدعم أيضا جهود المجتمع الدولي بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتضع الكويت في موقع متقدم ضمن خريطة الابتكار العلمي».
وأكد في هذا المجال أن الكويت انتقلت من مرحلة الرصد المحلي إلى وضع المعايير العالمية، مضيفا «لقد تم اعتماد البروتوكولات التي طورناها لتحديد وقياس كمية المواد البلاستيكية الدقيقة في مياه البحر والرمال والأسماك والهواء الجوي في آسيا والمحيط الهادئ وخارجها وهو ما يضمن موثوقية البيانات وقابليتها للمقارنة عالميا كأساس لاتخاذ إجراءات فاعلة».
وبين أن الإنتاج العلمي للمعهد يعكس عمق وجودة هذا العمل إذ تم نشر أكثر من 26 بحثا علميا في مجلات دولية مرموقة خلال السنوات الخمس الماضية ويتم الاستشهاد بها عالميا مما يعزز مكانة الكويت كمركز تميز في أبحاث البلاستيك الدقيق.
