- الكويت بدأت بواكير الثقافة بمحاولات فردية عبر جلب الكتب من الدول العربية
حنان عبدالمعبود
أقامت الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح حفلا على شرف ضيوف معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ48، شهد حضور عدد من السفراء، وأعضاء نادي بيجونفيليا الأدبي للقراءة ونخبة من الأدباء والمثقفين.
وقالت الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح في كلمة لها خلال الحفل «مرحبا بضيوفنا من السفراء وضيوف معرض الكتاب، أهلا بكم في وطنكم الثاني الكويت، حضورنا الذين دائما يحرصون على الالتقاء بالمنتديات الثقافية والأنشطة الثقافية، أحييكم جميعا من أعضاء نادي بيجونفيليا الأدبي للقراءة، والأمين المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عائشة المحمود، ورئيسة مكتبة عبدالعزيز حسين فوزية العلي، وجميع الحضور، أحييكم من وطن النهار الذي دائما ما يشع ثقافة وإبداع، ولولا هذا الوطن ولولا هذه الأنشطة لما كانت الكويت بعظمائها وبمثقفيها، كل الشكر على هذا الحضور. وأود أن تستمتعوا بهذه العادة السنوية التي تكرر دائما هذه العادة دائما، وتجمعنا الكلمة، والأدب، ويجمعنا الشعر، وشكرا لكم مرة أخرى على تلبية الدعوة».
وذكرت «اكتشفت في كتاب الأديب د.خليفة الوقيان (الثقافة في الكويت بواكير واتجاهات) أن الكويت بدأت ببواكير الثقافة ليس بصفة رسمية، وليس باتجاه رسمي ولكن هي محاولات فردية، فالكويتيون جلبوا الكتب من الدول العربية وأيضا الكتب الأجنبية وتمت ترجمتها بالكويت في العشرينيات 1920».
وأكدت أنها جهود فردية ذاتية، فكانت هناك المجالس والدواوين عامرة بهذه الكتب، مبينة أن البحر هو المتنفس لدولة الكويت، والرحلات، والتجارة والغوص كل هذا أسهم في صقل الجانب الثقافي، وتقبل الآخر، معلقة «لذلك الكويتيون دائما مجبولون بحب وتقبل الآخر رغم الاختلافات الموجودة، فنحن لا نعرف تصنيفات لهذا المجتمع، هذا المجتمع مزيج من الألياف والخيوط التي تشكل هذا البلد، وهذا الفرادة في المجتمع الكويتي».
من جانبه، هنأ سفير جمهورية السودان لدى الكويت عوض الكريم الريح بلة، الشيخة أفراح مبارك الصباح بمناسبة صدور ديوانها الشعري الجديد «صندوق». وقال «أرى هذه الأيام استعادة لمجد الكويت في الخمسينيات، والذي امتد حتى عقد الثمانينيات، ونهلنا منه كلنا من عالم المعرفة ومجلة العربي»، موضحا أن ذلك يتوافق مع التوجه العام للبلد في أن تنفتح للسياحة وتتمازج ثقافتها مع ثقافة الآخرين، ومعرفة المزيد عن الكويت، والكويتيين.
بدوره، قال السفير الليبي لدى الكويت سليمان الساحلي إن «الكويت منارة الثقافة والإعلام والفن، وهي أحد الشرايين الأساسية التي تغذيت منها في الطفولة وهي مجلة العربي»، واستذكر أنه قبل أن يحضر إلى الكويت قرأ رسالة الدكتوراه للأديب د.خليفة الوقيان «دراسة فنية في شعر البحتري»، معلقا «ولا أبالغ ان قلت لا أحد يستطيع أن يفهم شعر هذا القامة العملاقة البحتري ما لم يقرأ رسالة الدكتوراه لخليفة الوقيان»، كما أثنى على مبادرة الشيخة أفراح مبارك الصباح السنوية التي تجمع المثقفين والأدباء والشعراء.
من جانبها، شكرت الروائية المغربية لطيفة لبصير الشيخة أفراح مبارك الصباح على هذه الدعوة، معلقة «أشكر هذا المجلس الدافئ، الذي أشعر بأنه غامر بكثير المبدعين والأدباء»، لافتة إلى أنها لأول مرة تزور الكويت، وأعجبت كثيرا في معرض الكتاب.
وعلق الكاتب عبد المحسن مظفر بكلمة قال فيها «لقد تصفحت الصندوق وحاولت أن التقط منه الدرر التي فيه، والقصائد الجميلة، مبينا الذي عجبه في هذا الصندوق أنه يبدأ بقصيدتين عن والدة الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح، وأن ذلك في منتهى الإنسانية والعرفان بالجميل للأشخاص الذين يستحقون». ووصف ديوان «صندوق» أنه «تحفة جميلة».
من جهتها، باركت مؤسس ومدير دار العين للنشر د. فاطمة البودي للشاعرة الصباح على إطلاقها ديوان «صندوق»، وأيضا أشادت بجائزة «رابطة الأدباء» التي ترعاها الصباح بفئاتها الأدبية ومنها فئة الرواية، مبنية أن ذلك ينقل نشاطها الثقافي نقلة جميلة جدا ومؤثرة.
وأكد الكاتب حمزة عليان على كلامها. وقال «ان ما تقدمه الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح للكويت وللثقافة شيء مشرف وجميل».
وذكر أنه أصدر كتابا بعنوان «الكويت في الخمسينات»، متمنيا وجوده بهذا الوقت حتى يرى وجه الكويت الثقافي الحقيقي، مؤكدا في الوقت نفسه أن الكويت بلد محب للثقافة، واستذكر الدور الرائد الذي اضطلعت به مجلة العربي، والقيمة المعرفية التي قدمتها إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
بدورها، ثمنت الشاعرة سعدية مفرح الملتقى السنوي الذي تقيمه الشاعرة أفراح الصباح، الذي أصبح تقليدا من تقاليد معرض الكتاب في دولة الكويت، وقالت: نتمنى أن يستمر هذا التقليد، لافتة الى أن دائما رهان الكويت الثقافي هو الرهان الأهم والأفضل.
وأضافت «كانت دائما المجالس الثقافية في الكويت حتى بعيدا عن المؤسسة الرسمية، منذ الخمسينيات كتب عن مؤتمر الأدباء العرب الأول في نحو سنة 1958، وبعدها استمرت، وأيضا دواوين الكويت تشهد على هذه الظاهرة».
