تستعد مسرحية “فيرست كلاص”، التي تقدمها فرقة “مسرح يانيس”، لبدء جولة فنية وطنية تشمل عددا من المدن المغربية، في تجربة مسرحية غير مسبوقة تسعى إلى إبراز طاقات فنية جديدة من بين فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر دمجهم مع ممثلين محترفين فوق الخشبة في عرض واحد.
وتراهن هذه المبادرة التي تترأسها هدى النجار على كسر الصور النمطية وإعطاء مساحة أوسع لهذه الفئة لإبراز مواهبها وقدراتها الإبداعية في مجال التمثيل.
وتنطلق أولى محطات الجولة من مسرح عفيفي بمدينة الجديدة، يوم الجمعة 21 نونبر الجاري، بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال، وهو ما يمنح العرض بعدا رمزيا إضافيا يرتبط بقيم الحرية والانتماء والاعتراف بقدرات جميع أفراد المجتمع.
ويرى القائمون على العمل أن المسرح قادر على لعب دور محوري في نشر قيم المساواة والتضامن وتقدير الاختلاف، خاصة حين يعرض قصص ومعاناة وأحلام فئات قلما تجد فرصتها في الأضواء.
وفي هذا السياق تؤكد فرقة “يانيس” أن الجولة الوطنية المرتقبة لا تهدف فقط إلى تقديم عرض مسرحي مختلف، بل تسعى إلى زرع وعي جديد حول قدرات الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، والنظر إليهم باعتبارهم فاعلين في الحقل الفني، وليس مجرد متلقين، مبرزة أن دمجهم في العمل المسرحي يمنحهم فرصة للتعبير الحر، ويعزز ثقتهم بأنفسهم، كما يفتح للجمهور نافذة لاكتشاف موهبتهم الحقيقية.
ويصف القائمون على “فيرست كلاص” هذا العمل بأنه تجربة فريدة من نوعها ضمن المشهد المسرحي الوطني، لكونه يمزج بين بعد فني احترافي ورسالة إنسانية قوية، ويوفر نموذجا عمليا للكيفية التي يمكن بها للفنون أن تتحول إلى أداة فعالة للاندماج الاجتماعي وإبراز التنوع داخل المجتمع المغربي.
وتأتي مسرحية “فيرست كلاص” في سياق دينامية ثقافية تعرفها عدة مدن مغربية خلال السنوات الأخيرة، حيث تتزايد المبادرات الفنية التي تراهن على تعزيز الاندماج الاجتماعي عبر المسرح والفنون الحية، مع تقديم عروض تحمل مضامين تربوية وإنسانية موجهة للأطفال والشباب.
وهذا النوع من العروض لا يساهم فقط في خلق لحظة فرجوية للجمهور، بل يفتح نقاشا أعمق حول ضرورة توفير فضاءات فنية دامجة، وتطوير برامج تكوين موجهة لهذه الفئة، ومواكبتها نفسيا وتقنيا لضمان حضورها بشكل مستدام في الحياة الثقافية.
المصدر: وكالات
