- يمكن تأخير ظهور السكري أو منعه حتى لو كان لدى الشخص استعداد وراثي للإصابة به
- يجب أن يكون الطلبة على دراية بمرض السكري وطرق الوقاية منه وعوامل ظهوره
دارين العلي
أكدت الأستاذة في «المعهد الأوروبي لجينوم السكري (EGID)» في جامعة ليل الفرنسية د.آمنة خميس ان مرض السكري من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها، لافتة إلى انه وان كان لدى الشخص استعداد وراثي للإصابة به، فإنه يستطيع تأخير ظهوره أو حتى منعه، في حال كان لديه الوعي المبكر بإمكانية الإصابة وراثيا وكيفية الوقاية منها.
جاء ذلك خلال محاضرة توعوية لها في المدرسة الفرنسية في الكويت – Lycée Français au Koweït، بدعوة من قبل السفارة الفرنسية للحديث لنقل تجربتها مجال أبحاث مرض السكري كمتخصصة في هذا الشأن.
وشكرت خميس السفارة الفرنسية على جهودها في نشر القضايا العلمية وعلى استضافتها لعرض مسيرتها العلمية في هذا المجال، وأبرز المحطات التي قادتها إلى التخصص في أبحاث السكري بدءا من مقاعد الدراسة وصولا إلى الأبحاث المتقدمة.
وركزت خلال المحاضرة على محورين أساسيين: أولا المسار العلمي في أبحاث السكري، وأهمية التوعية الصحية لدى الطلاب، مشددة على أهمية أن يكون الطلبة على دراية بمرض السكري، وطرق الوقاية منه، والعوامل التي تسهم في ظهوره، خصوصا أن بعضهم قد يكون محبا للقضايا العلمية البحتة وله مستقبل في المجالات العلمية والبحثية.
المسيرة العلمية
وقالت ان عرض تجربتها الشخصية قد يقدم نموذجا محفزا للطلاب، خصوصا أنها بدأت رحلتها العلمية في الكويت، ما يمكن أن يفتح أمامهم آفاقا جديدة للإقبال على التخصصات العلمية.
وسردت خميس سلسلة الأحداث التي دخلت بها إلى عالم أبحاث السكري، حيث كانت بدايتها في الكويت، وبدأ اهتمامها بعلم الوراثة وبمرض السكري منذ كانت في المدرسة، حيث رغبت في دراسة السكري كمرض رافق أفراد أسرتها، حيث انتقلت إلى المملكة المتحدة المكان الذي بدأت فيه رحلتها الحقيقية.
وأوضحت ان شغفها بعلم الوراثة وبمرض السكري بدأ داخل الفصل الدراسي، في مرحلة كان فيها مشروع الجينوم البشري يمثل تحولا علميا كبيرا في عالم الجينات، ما عزز لديها الرغبة في التعمق في هذا التخصص.
وأضافت انها حرصت منذ وقت مبكر على دراسة مرض السكري لكونه منتشرا في عائلتها، حيث كان والداها مصابين بالسكري، وأصيبا به في عمر مبكر، وهو ما جعلها تدرك منذ زمن بعيد أن لديها خطرا وراثيا، حتى قبل أن تقوم بأي فحوصات جينية خاصة بالمرض.
وأوضحت أنها كان تتابع مستويات السكر في دمها بشكل دوري، ولاحظت تدريجيا اقترابها من مرحلة ما قبل السكري، الأمر الذي دفعها إلى اتباع نظام غذائي صارم وممارسة التمارين الرياضية، مؤكدة أن هذه الإجراءات يمكن أن توقف تطور المرض أو على الأقل تؤخر ظهوره لسنوات طويلة.
التفصيل العلمي
وانتقالا من تجربتها إلى التفصيل العلمي، شرحت خميس للطلبة أسباب مرض السكري وكيفية تأثيره بيولوجيا على جسم الإنسان مع العلاجات المتعلقة به والكفيلة بالتعامل مع هذا المرض.
وأوضحت أن السكري مرض يمكن التعامل معه والسيطرة عليه، وأن نمط الحياة يلعب دورا محوريا في تطوره، مبينة أن عوامل مثل العمر تظل خارج السيطرة، إلا أن عوامل أخرى مثل الرياضة ونوعية الغذاء تقع تماما ضمن مسؤولية الفرد، وتعد ذات تأثير بالغ في الوقاية أو تأخير ظهور المرض.
وأضافت أنه حتى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالسكري يستطيعون من خلال نمط حياة صحي أن يؤخروا ظهور المرض أو يمنعوه تماما، لافتة إلى أن معرفة ما إذا كان المرض وراثيا أم لا، يمكن أن تبدأ بفحص التاريخ العائلي ما إذا كان الوالدان مصابين أو كانت هناك إصابات بين الأقارب، وهي مؤشرات مهمة تساعد في فهم الخطر الجيني.
تجربة شخصية
وشددت على ان الأمر يرتكز على رفع الوعي، فالسكري يمكن التعامل معه وإدارته، بالرغم من أنه لا يمكن الشفاء منه تماما إلا ان نمط الحياة يلعب دورا بالغ الأهمية في تأخير ظهوره، فهناك عدة عوامل تقع تحت السيطرة في نظام الحياة الخاص بنا مثل الغذاء والرياضة، وهذه عوامل شديدة الأهمية.
وأوضحت انه حتى لو كان لدى الشخص استعداد وراثي للإصابة بالسكري، فإنه يستطيع تأخير ظهوره أو حتى منعه، في حال كان لديه الوعي المبكر بإمكانية الإصابة وراثيا وكيفية الوقاية منها.
تفاعل طلابي
وقد اختتم اللقاء بتفاعل لافت من الطلبة الذين أبدوا اهتماما بتجربتها العلمية وبالرسائل التوعوية التي قدمتها حول مرض السكري وأهمية الفحص المبكر ونمط الحياة الصحي، وقد تم طرح عدد من الأسئلة الخاصة بالمرض وبالمسيرة العلمية الخاصة بها.
وقد أبدى عدد من الطلبة اهتمامهم بإكمال دارستهم الجامعية في المجال العلمي البيولوجي والأبحاث الخاصة بها، بالإضافة إلى دراسات الطب والهندسة البيولوجية.
وقد أشادت خميس بوعي الطلبة وحماسهم للتثقف والبحث في الأمور العلمية بعد ان أبدى معظمهم اهتماما كبيرا بالتوجه نحو هذه التخصصات، شاكرة السفارة الفرنسية على اهتمامها بالتوعية الخاصة بالقضايا العلمية وتحديدا مرض السكري، وتسليط الضوء على مختلف جوانبه.
