- ضرورة تعاون الدول الأعضاء بالمنظومة الأممية وقطاع التكنولوجيا لضمان عدم تحويل الفضاء الرقمي إلى ساحة لنبذ الكرامة الإنسانية أو ازدراء الأديان والثقافات
- قلقون من الموجة المتصاعدة من ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وسائر أشكال رهاب الأديان والعنصرية على المنصات الإعلامية
شددت المجموعة الخليجية لدى الأمم المتحدة مساء الخميس على ضرورة تعاون الدول الأعضاء بالمنظومة الأممية وقطاع التكنولوجيا والمجتمع المدني لضمان عدم تحويل الفضاء الرقمي إلى ساحة لنبذ الكرامة الإنسانية أو ازدراء الأديان والثقافات.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها السكرتير الثاني فهد العجمي بوفدها الدائم لدى الأمم المتحدة ـ بالنيابة عن المجموعة الخليجية ـ وذلك أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة تحت بند القضايا المعنية بالإعلام.
وقال العجمي إن «الفضاء المعلوماتي العالمي يمر بمرحلة دقيقة تتقاطع فيها سلامة المعلومات مع حقوق الإنسان والأمن والسلم»، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قدم إطارا متدرجا لمبادئ وقواعد سلوك تعزز نزاهة المحتوى وتحارب التضليل وخطاب الكراهية.
وأكد الأهمية البالغة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2686 لعام 2023 بشأن التسامح والسلام والأمن الدوليين وهو أول قرار للمجلس يدعو إلى الإدانة العلنية لمظاهر العنف وخطاب الكراهية واتخاذ تدابير وقائية تعزز التماسك المجتمعي.
وأعرب العجمي عن القلق البالغ للموجة المتصاعدة من ظاهرة الإسلاموفوبيا وسائر أشكال رهاب الأديان والعنصرية على المنصات الإعلامية لافتا إلى أن مراكز الأمم المتحدة للإعلام تمتلك مكانة محورية في رفع الوعي وتعميم رسائل قائمة على الأدلة وإشراك المجتمعات المحلية بلغاتها.
وتطرق السكرتير الثاني إلى حماية الصحافيين وسلامتهم، قائلا «منذ السابع من أكتوبر 2023 سجل العالم مستوى غير مسبوق من القتل والاستهداف والقيود ضد الصحافيين في مناطق النزاع وفي مقدمتها غزة وامتدادات النزاع في لبنان وأقاليم عربية أخرى. إن هذا واقع لا يجوز السكوت عنه».
وتابع أنه «ما زالت القيود على دخول الصحافة الدولية إلى غزة ومنع الوصول المستقل مع اقتصار الزيارات على جولات عسكرية قصيرة تعتم المشهد وتعرقل التحقق من الوقائع»، مشددا على أن الحق في الحصول على المعلومات «ليس ترفا بل هو شرط لحماية المدنيين ولمساءلة المنتهكين».
ونبه العجمي في هذا الصدد إلى ضرورة نقل صورة واضحة قائمة على الحقائق وعلى مسؤولية الأفراد والدول والمنظمات الدولية في حماية الحقيقة وصونها، مشيدا بجهود إدارة شؤون الاتصالات العالمية في مكافحة المعلومات المضللة عبر حملاتها وخدمات الأخبار متعددة اللغات وشراكاتها.
وحول التعددية اللغوية حث السكرتير الثاني على تسخير الموارد اللازمة لسد الفجوات القائمة في المحتوى العربي على الموقع الشبكي للأمم المتحدة ومنصاتها الرقمية وتحسين سرعة النشر وجودته بما يعكس مكانة ملايين الناطقين بهذه اللغة ويعزز الوصول إلى رسائل المنظمة.
وختم العجمي الكلمة بالقول «إن معركتنا مع التضليل وخطاب الكراهية ومع محاولات حجب الحقيقة ليست معركة خطابية فحسب بل هي معركة على سلامنا المشترك وكرامتنا الإنسانية»، داعيا إلى اصطفاف دولي جاد لتبقى الحقيقة أساس السلم وتبقى الكرامة الإنسانية «خطا لا يمس».
