تواصل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس-مكناس نهجها الميداني في مواكبة المؤسسات التعليمية الرائدة، واضعة الأسرة في صلب الدينامية الجديدة التي تعرفها منظومة التربية والتكوين بالجهة.
وانتقل مدير الأكاديمية الجهوية سالفة الذكر إلى عدد من المؤسسات الإعدادية الرائدة في مختلف المديريات الإقليمية، ليجعل من اللقاء المباشر مع الأمهات والآباء وأولياء الأمور محطة إنصات وتفاعل حقيقي.
وشكّل اللقاء المنعقد بثانوية بوهودة الإعدادية بتاونات، نموذجا لأسلوب جديد في القيادة التربوية قوامه القرب والتواصل الإنساني لفتح نقاش حول ما ينتظر المدرسة المغربية من رهانات في ظل خارطة الطريق 2022-2026، التي وضعت شعار “من أجل مدرسة عمومية ذات جودة” في قلب أولوياتها، بدل عرض المؤشرات أو تقديم الأرقام.
في هذا الصدد، قال فؤاد رواضي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس-مكناس، في تصريح لهسبريس، إن اللقاء يندرج في إطار الأبواب المفتوحة المنظمة بكافة مؤسسات الريادة لفائدة الأسر بهدف ضمان مساهمة الآباء والأمهات في دينامية الإصلاح من خلال تقريبهم من مضامين مشروع الريادة ومكوناته ودفعهم لتتبع أبنائهم دراسيا، سواء من خلال القيام بالواجبات المدرسية المنزلية أو التواصل المستمر مع الأطر التربوية حول التحصيل الدراسي للأبناء.
وأضاف رواضي أن اللقاء شكل أيضا مناسبة لعرض التقدم الذي عرفه مستوى التلاميذ في مرحلة الدعم المكثف خلال الأسابيع الخمسة الأولى وكذا حصيلة محاربة الهدر المدرسي وضمان التحاق كافة التلاميذ، مبرزا أن اللقاءات ستشمل جميع مؤسسات الريادة بالجهة، التي تمثل أكثر من 56 في المائة من المؤسسات الابتدائية وثلث المؤسسات الإعدادية.

وتميز اللقاء بحضور الأسر التي عبّرت عن ارتياحها الكبير لهذا الانفتاح، معتبرة أن الإصلاح يصبح ملموسًا حين تفتح المدرسة أبوابها أمام أوليائها، وحين يشعر التلميذ بأن صوته يجد صدى في محيطه التربوي.
وفي كلمة له، وجه مدير الأكاديمية رسالة إلى الأسر مفادها “نحن وأنتم شركاء في صناعة مستقبل أبنائنا”، موردا أن نجاح المدرسة يبدأ من البيت، ويتقوّى في القسم، ويتجسد في الميدان، وأن الهدف أن يشعر كل تلميذ بأنه مدعوم من أسرته ومدرسته ومجتمعه معا.
وتسعى الأكاديمية سالفة الذكر إلى جعل المدرسة فضاء للتفاعل الجماعي والتعبئة المجتمعية؛ لأن مشروع “إعداديات الريادة”، الذي يشمل مؤسسات نموذجية عبر الجهة، يهدف إلى تطوير جودة التعلمات، وتحسين الدعم المؤسساتي، والحد من الهدر المدرسي من خلال شراكة حقيقية مع الأسر. ولهذا الغرض، تتكامل جهود الأطر التربوية والإدارية مع جمعيات الآباء والمجتمع المدني في مشهد يعكس روح الانخراط الجماعي في ورش الإصلاح.
المصدر: وكالات
