تعود أسماء فنية مغربية بارزة إلى الساحة السينمائية من خلال فيلم جديد يحمل عنوان “زاز”، من توقيع المخرج يوسف مدخر، الذي اختار أن يسلط الضوء على عالم الشهرة ومفارقات الواقع الافتراضي في قالب يجمع بين الكوميديا الاجتماعية والدراما الإنسانية.
وبحسب معطيات توصلت بها هسبريس، فمن المنتظر أن تنطلق العروض الرسمية للفيلم بالقاعات المغربية ابتداء من يوم الأربعاء 5 نونبر الجاري، ليشكل بذلك عودة قوية لكل من جواد السايح وزكريا العاطفي وإبراهيم خاي إلى الشاشة الكبرى بعد فترة من الغياب عن الأضواء.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية “زاز”، الرجل البسيط الذي يجد نفسه فجأة في مواجهة الشهرة بعد انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه وهو ينتقد برلمانيا بطريقة ساخرة، ليتحول هذا الفيديو إلى ظاهرة رقمية تضعه في دائرة الضوء، فينخرط من دون وعي في عالم المؤثرين والدعاية، لتبدأ سلسلة من المواقف الكوميدية الممزوجة بالتوتر والصراع الداخلي.
ومع تصاعد الأحداث، يجد “زاز” نفسه عالقا بين عالمين: الواقع الذي ينتمي إليه بكل بساطته، والعالم الرقمي الذي يمنحه وهما بالنجاح، فتنعكس هذه التحولات على محيطه العائلي، خاصة زوجته “حليمة”، التي تجسد معاناة الأسرة أمام الضغوط الاجتماعية التي تفرضها الشهرة المفاجئة، وما تخلفه من تصدعات في العلاقات الزوجية والإنسانية.
الفيلم، الذي يراهن على أداء شخصيات قريبة من الواقع المغربي، يقدّم قراءة فنية لظاهرة الشهرة السريعة في زمن المنصات الرقمية، حيث تتحول الحياة اليومية إلى مادة للعرض والتفاعل، ويصبح الإنسان أسير الصورة التي يصنعها لنفسه.
يجسد زكريا العاطفي في هذا الشريط شخصية رجل ذكي يوظف مهاراته بطرق غير مألوفة لكسب المال ومساعدة الآخرين على تجاوز أزماتهم، في حين يؤدي جواد السايح دور “السورسي”، وهو شاب اعتاد دخول السجن ويعيش حياة اتكالية خالية من الطموح أو الرغبة في التغيير، أما الممثل القدير إبراهيم خاي، فيجسد شخصية محورية تكمل البنية الدرامية للفيلم، بما يعكس تنوع الشخصيات التي تتحرك داخل عالم “زاز”.
ويشارك في هذا العمل أيضا ثلة من الممثلين المغاربة الذين راكموا تجارب متنوعة في المسرح والتلفزيون والسينما، من بينهم عبدو الشامي، عبد اللطيف شوقي، سارة دحاني، كريم سعيدي، سحر المعطاوي، لبنى شكلاط، مهدي تكيطو، مريم زبير، أيوب حكيم، وسفيان سميع، ما يمنح الفيلم طابعا جماعيا غنيا بالأداء المتنوع والتجارب المختلفة.
ومن خلال “زاز”، يؤكد المخرج يوسف مدخر اختياره لخط سينمائي معاصر يمزج بين النقد الاجتماعي والسخرية الذكية، مستعينا بوجوه فنية راكمت خبرة طويلة في الأداء لتقديم عمل يجمع بين الترفيه والتأمل في تحولات المجتمع المغربي.
المصدر: وكالات
